تحت غطاء دخان الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، يتسلل وباء كورونا ضاربا أطنابه في كل مدينة وقرية وحي وشارع. وليس أدل على هذا التوسع المتوحش، من ملامسة الحصيلة اليومية للإصابات الأربعمئة والوفيات حاجز المئة.
هذه الأرقام مرعبة من دون شك، وتستدعي دق ناقوس الخطر من جديد، والتشدد في اتخاذ الإجراءات الوقائية تفاديا للسيناريو الأسوأ إذا ما استمر حبل التفلت على غاربه. بعض هذه الإجراءات انطلق قطارها، ولا سيما لناحية البدء في عزل أحياء في عدد من المناطق.
أما قطار المسار القضائي للانفجار في المرفأ، فينطلق فعليا غدا مع مباشرة المحقق العدلي استجواباته، تأسيسا على الملف الذي تسلمه من النائب العام التمييزي، متضمنا ادعاءات على خمسة وعشرين متهما بينهم تسعة عشر موقوفا.
وبينما تتواصل عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض، تتكشف يوميا معلومات مروعة عن حجم الانفجار الذي هز بيروت بل كل لبنان. في هذا الشأن، أدرجت وكالة “رويترز” في تقرير لها، الانفجار في المركز الرابع في سلسلة أكبر الانفجارات في العالم.
في السياسة، الاتصالات على الخط الحكومي “ماشية” في الكواليس، لكن لم تتبلور بعد الاتجاهات المتعلقة بالتوافق على الرئيس المكلف. بالانتظار شدد رئيس الجمهورية ميشال عون، على ضرورة التشكيل سريعا، رافضا التوجه نحو انتخابات نيابية مبكرة.
وقد خالفه الرأي في ذلك البطريرك الماروني، الذي نادى بمثل هذه الانتخابات، قائلا ألا حكومة وحدة وطنية من دون وحدة فعلية. أما سمير جعجع فطالب من الديمان بتشكيل حكومة مستقلين بالفعل.
وبالنسبة لرئيس “التيار الوطني الحر” فإن المطلوب حكومة منتجة وفاعلة وإصلاحية، والتسميات غير مهمة. وفي كلام النائب جبران باسيل أيضا، أنه مستعد لتحمل العقوبات الخارجية كثمن لعدم المس بمكون لبناني، لكنه قال: “وقت القصة بتكون داخلية، منخانق حزب الله لحد الفراق على مسألة بناء الدولة”.