لأن وباء كورونا على درجة عالية من الجنون لامس معها عدد الإصابات الستمئة، ولأن تفلت ولامبالاة وعبث الكثير من اللبنانيين واضحة وضوح الشمس، لأجل ذلك تبقى الآمال معلقة على الإقفال العام الذي يسري مفعوله صباح غد ويستمر أسبوعين، لعل هذا الإجراء يفرمل الإندفاعة الكورونية ويحد من الإصابات. فهل سيلتزم اللبنانيون بالإجراءات المطلوبة، إن لم يكن رأفة بأنفسهم فبأطفالهم وأحبائهم صغارا كانوا أم كبارا.
في السياسة، يبقى الملف الحكومي الشغل الشاغل، وهو تلقى جرعة إنعاش حركت جموده من خلال اللقاء الذي عقده الرئيسان ميشال عون ونبيه بري، وأسس لاستمرار التواصل في الساعات المقبلة.
بعد الاجتماع صدر نفي عن رئاسة الجمهورية لمعلومات تحدثت عن مطالبة الرئيس عون بحكومة أقطاب. وفي تغريدة له اليوم أعلن رئيس الجمهورية سعيه لتمثيل الشارع المنتفض في الحكومة.
وفي عين التينة، لفت زوار الرئيس بري إلى مساع جدية على الخط الحكومي، مشددين على ضرورة تشكيل حكومة قوية ومتفق على برنامج عملها.
وفي معلومات للـ NBN نقلا عن مصدر سياسي متابع لحركة المشاورات، أن ثمة ورقة فرنسية وضعت بأيدي المسؤولين، جاءت حصيلة اتصالات اجراها الرئيس ايمانويل ماكرون. وأشار المصدر إلى أن هناك تقاطعا بين أفكار الرئيس سعد الحريري والورقة الفرنسية التي تتضمن عناوين اصلاحية، ويمكن وصفها ببرنامج يبدأ بالإتفاق على تشكيل سريع لحكومة سميت GOUVERNEMENT DE MISSION.
وفي المعلومات أيضا، أن حراك الرئيس بري يقوم على إجراء اتصالات ومشاورات للاتفاق على برنامج اصلاحي موحد. وأكدت أن اللقاء بين رئيس مجلس النواب ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل غير مستبعد.
وفي الشأن الحكومي أيضا، برزت مواقف أميركية عبر عنها ديفيد هيل غداة زيارته لبيروت، بإشارته إلى أن الولايات المتحدة استطاعت أن تتعامل في السابق مع حكومات لبنانية كان فيها “حزب الله”، معتبرا أن السؤال هو عما إذا كانت ستكون هناك حكومة قادرة جديا على الاصلاحات.
أما إقتصاديا وماليا، الوضع لا يزال على حاله وصورة القادم من الأيام تبدو قاتمة، صورة عززها كلام نقل عن مصدر رسمي أكد فيه أن مصرف لبنان لا يستطيع مواصلة دعم الوقود والقمح والدواء لأكثر من الأشهر الثلاثة المقبلة. وإذا ما وصلنا فعلا إلى هذا السيناريو السوداوي، فإن ذلك يعني بحسب خبراء الإقتصاد مضاعفة أسعار السلع بشكل كبير ومتواصل، وفقدان المواطن جزءا من قدرته الشرائية، بما سيؤدي إلى تفاقم الجوع وما يستتبعه من فوضى إجتماعية.