إذا كانت الرادارات السياسية لم تلتقط في الساعات الأخيرة حراكا علنيا ناشطا في فضاء استحقاق تشكيل الحكومة، فإن المشاورات والاتصالات في هذا الشأن جارية على قدم وساق بعيدا من الإعلام.
وبهذا المعنى، فإن التأليف يسير على نحو جدي وبعيدا من الصخب، رغم بعض التشويش السياسي من هنا والتمريك الإعلامي من هناك. وتأسيسا على تلك الجدية، يفترض أن تولد الحكومة خلال فترة الخمسة عشر يوما التي تعهدت بها القوى السياسية أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
في شأن آخر، طوت كارثة انفجار مرفأ بيروت شهرها الأول. فصول هذه المأساة متواصلة وكفكفة جراحها أيضا. أما عمليات البحث فتتركز في هذه الآونة في المبنى المهدم في منطقة مار مخايل، على أمل العثور على ناجين تحت الأنقاض بناء على نبض تم استشعاره في الساعات الماضية.
ولأنه تم استشعار خطر كمية نيترات الأمونيوم التي وجدت قبل أيام في المرفأ، فقد عمل الجيش على معالجة هذه الكمية البالغة زنتها أكثر من أربعة أطنان.
الجيش نجح في مجال آخر، بالقبض على خلية “داعشية” إرهابية، قبل أن تنفذ أعمالا أمنية في الداخل اللبناني. اللافت في هذا الموضوع، أن سيارة أمير الخلية استخدمت من قبل منفذي الجريمة التي ارتكبت في كفتون الشهر الماضي وذهب ضحيتها ثلاثة مواطنين.
أما الجريمة التي كان العدو الاسرائيلي سيرتكبها عام 1997 في بلدة أنصارية، فتحل ذكراها السنوية اليوم. ثلاثة وعشرون عاما مرت على تاريخ محفور في ذاكرة اللبنانيين بحروف من نصر وبطولة، عندما جاء العدو كقوة كوماندوس إلى أنصارية وعاد أشلاء، بعد معركة بطولية خاضها مجاهدو “أفواج المقاومة اللبنانية- أمل” الذين حولوا بساتين تلك البلدة الجنوبية إلى مقبرة للغزاة.
محاولات التصويب على عقد التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان لصالح شركة “الفاريز اند مارشل”، لناحية الادعاء أن وزير المال غازي وزني لم يلتزم بتوصيات هيئة التشريع والاستشارات، هو إدعاء مردود، لاسيما أن الهيئة لم تنتقد الاتفاق بكلمة واحدة ولا ناقشت مضمونه، وهي أعطت نصائح لمرحلة ما بعد توقيع الاتفاق، ولم تطلب تعديلات على مضمونه مطلقا، بل اكتفت برفع توصية غير ملزمة قانونيا، وطلبت أن تتمثل في اللجنة، وهو طلب غير ملزم أيضا وبشكل لا لبس فيه.