“عيد بأية حال عدت يا عيد”، مستعينا بشطر بيت شعري للمتنبي، وصف رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط المشهد في عيد الإستقلال.
غابت مظاهر العيد هذا العام: لا عرض عسكريا في وسط بيروت، لا حضور جامعا لأركان الدولة، ولا إستقبال للمهنئين في القصر الجمهوري، أما البديل، فكان وقفات رمزية ووضع أكاليل من الزهر على أضرحة الشهداء ورجالات الإستقلال.
في قلوب اللبنانيين كانت فرحة العيد ممزوجة بغصة وحرقة: لا يستقيم الإستقلال مع الفقر والعوز والبطالة المتفشية، لا يستقيم مع تسيد الطائفية والمذهبية، ولا مع منظومات فساد سلبت اللبنانيين آمالهم وأحلامهم.
في العيد غابت السياسة إلا من عظات المرجعيات الروحية وبياناتها، البطريرك الماروني بشارة الراعي حمل مسؤولية عرقلة التأليف الحكومي، إلى العودة لنغمة الحصص والحقائب والثلث المعطل وتعزيز فريق وتهميش أفرقاء.
مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أعرب عن خشيته من الأسوأ، إلا إذا تشكلت حكومة إنقاذ تكتسب ثقة الناس والمجتمعين العربي والدولي وقال: “وإلا على الدنيا السلام”.
أما المطران إلياس عودة فدعا رئيس الجمهورية إلى عدم خذلان الشعب، بسبب ارتباطات سياسية أو عائلية أو طائفية، وتوجه له بالقول: “لا تدع أي إنسان يقف بينك وبين شعبك”.
قضية الفرار الكبير من سجن بعبدا شرعت الأبواب على أسئلة بالجملة حول ملف السجون: لو تمكن مجلس النواب من التصديق على العفو، هل كانت الأمور وصلت الى هذا المنحى الخطير؟ وماذا عن التوقيف وأساليبه؟ وما مدة النظر في الظروف الإستثنائية التي نعيشها؟ فهل دقت ساعة حل أزمة إكتظاظ السجون؟.