الجوع يدق أبواب اللبنانيين، والأزمات تتلاحق والنقمة تتفاقم: غلاء وبطالة متفشية وطلاب يرمون في الشوارع، بعد رفع الأقساط في عدد من الجامعات الخاصة.
واقع إجتماعي ومعيشي مرير ومريع، ورغم الصراخ والمآسي والمعاناة اليومية للناس، لا أحد يسأل ومكابرة البعض من السياسيين على حالها فإلى متى؟..أين الحكومة أيها المسؤولون؟، أين الوعود التي تطلقونها لإنقاذ لبنان؟، أين ضميركم ؟ وماذا تنتظرون؟.
هل ننعى الحكومة والأمل بإنفراج قريب؟، هل ننعى مستقبل أجيال لبنان؟، هل إستقلتم من مسؤولياتكم؟، هل ننعى دولتنا؟، بالله عليكم قولوا لنا ماذا يحصل؟.
ما بات معروفا ومعلوما أن لا حكومة حاليا بعد الألغام التي زرعت أمام الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي قدم تشكيلته النهائية لرئيس الجمهورية ميشال عون، وينتظر رفع الفيتو الرئاسي عن حكومته الموعودة.
ما يجري اليوم ليس تشاورا حول تشكيل الحكومة، ما يجري هو تنازع على الصلاحيات، وهو أمر قد يجر البلاد الى ما هو أسوأ وأخطر، وهو ما عكسته مصادر رؤساء الحكومة السابقين من محاولة رئيس الجمهورية مصادرة صلاحيات الرئاسة الثالثة وحكم البلاد برأس واحد.
وفي البلاد أيضا العاصفة التي فجرها الإدعاء غير المحسوب في قضية إنفجار مرفأ بيروت، هل تهدأ قريبا وتسلك مسارها الصحيح بعيدا من الانتقائية، ومن منطق تجهيل الفاعل الحقيقي؟. ذلك أن أرواح الشهداء وكذلك الجرحى والمتضررين لا يريدون غير الحقيقة الناصعة الجلية لما جرى بالكامل، فالحقيقة وحدها تنصفهم ولا شيء آخر.
كتلة المستقبل أطلقت سهاما نارية طالت بالمباشر رئيس الجمهورية وفريقه السياسي بملفات عدة، بدءا بالإدعاء على رئيس حكومة، ومرورا بالعراقيل والمتاريس التي تعيق تشكيل الحكومة. وبالتساؤل: هل من حقهم تعطيل التشكيل كرمى لعيون الصهر؟ ووصولا إلى إرساء قضاء وعدالة بعيدة من الإستنسابية المسيسة والمجتزأة.
إلى ذلك، يشهد الأسبوع الطالع تحركات واعتصامات على خط مواجهة الأزمات والهموم المعيشية الضاغطة على كاهل المواطن، وفي مقدمها وقفة رمزية بدعوة من مكتب الشباب والرياضة في “حركة أمل” غدا أمام وزارة التربية نصرة لطلاب لبنان، ومن ثم اعتصامات لقطاع النقل البري يوم الأربعاء المقبل.