“قضي الأمر الذي فيه تستفتيان” بمصادقة الكونغرس الأميركي على فوز (جو بايدن) رئيسا للولايات المتحدة في جلسة مثيرة لا مثيل لها في التاريخ الأميركي.
فإقتحام الآلاف من أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونغرس وقاعاته وخوضهم مواجهات مع الشرطة حصيلتها عشرات القتلى والجرحى مشهد ليس مألوفا في الدولة العظمى.
وقيامهم بأعمال تخريب وتكسير وبلطجة ومن ثم إضطرار الحرس الوطني للتدخل بأسلحته بعدما هرب المشرعون إلى أماكن آمنة وطلب إرتداؤهم الأقنعة الواقية من الغاز …. كلها وقائع من ليلة الإقتحام لا يخالها المرء تحدث في دولة تقدم نفسها رائدة الدول الديمقراطية في العالم!!.
مصداق هذا المشهد ربما يجد صداه في مقاربة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الذي وصف ما حصل بأنه تمرد يليق بجمهوريات الموز وليس بجمهوريتنا الديمقراطية!!.
صحيح أن الإضطراب الذي حصل لم يجهض حسم المعركة الإنتخابية دستوريا لصالح بايدن وصحيح أن خصمه ترامب تعهد بأن يكون هناك إنتقال منظم للسلطة في العشرين من الشهر الحالي لكن الصحيح أيضا أن ما حصل أكد عمق الإنقسامات في المجتمع الأميركي وسيترك ندوبا في الديمقراطية التي يتغنى بها.
من أميركا إلى لبنان الغارق في همومه وفي مقدمها تفشي وباء كورونا الذي على نية مواجهته بدأ فجر اليوم سريان نظام الإقفال العام.
في اليوم الأول كان الإلتزام متفاوتا بين منطقة وأخرى وحتى في المنطقة الواحدة.
أما المطلوب أمس واليوم وغدا فهو ببساطة إلتزام كامل بمقتضيات الإجراءات الوقائية من جانب المواطنين وجدية في فرض الإقفال من جانب السلطات بعيدا من الإستنساب والإجتزاء وإلا فإن عداد الإصابات سيظل فالتا على غاربه وقد سجل في التقرير اليومي أكثر من أربعة آلاف وسبعمئة إصابة.
في السياسة لا جديد على صعيد التأليف الحكومي الذي حضر اليوم في اجتماع رئيس الجمهورية ميشال عون والبطريرك الماروني بشارة الراعي.
عون كشف عن طرح قدمه الراعي عليه خلال اللقاء ويقضي برعايته إجتماعا بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري لكنه لم يشر إلى موقفه من هذا الطرح.