لم تكد نيران البيانات المندلعة تخمد على جبهة بعبدا- بيت الوسط، وقبل أن يجف بارود حبرها، بادر “التيار الوطني الحر” إلى إسناد الرئاسة الأولى ببيان ناري استعان فيه بأحداث طرابلس، ليشعل فتيل هجومه على الرئيس المكلف سعد الحريري.
“التيار الوطني الحر” شدد على أن الاعتبار الوطني يحتم أن يتوجه رئيس الحكومة المكلف فورا الى القصر الجمهوري، ويقلع عن التلهي برمي الآخرين بما هو غارق فيه من مآزق وانتظارات دولية، متلطيا في خبايا جبهات واهمة، وفق تعبير بيان التيار البرتقالي.
في المقابل، شخص “تيار المستقبل” في بيان الرد وضع “التيار الوطني الحر”، معتبرا أنه يعيش حالة إنكار، وهي حالة مرضية سياسية يؤكد عليها اسبوعيا وفي كل بيان يصدر عنه. “المستقبل” رأى أنه كان الأجدى ل”التيار الوطني” سؤال رئيسه السابق، أي رئيس الجمهورية، لماذا لا يوقع على التشكيلة الحكومية الموجودة على مكتبه منذ أكثر من خمسين يوما، وسأل هل من مصلحة المسيحيين أن يصبح رئيس الجمهورية اللبنانية طرفا يمارس خلف المعايير السياسية والحكومية لجبران باسيل، فيتخلى عن التزامه بحكومة من 18، ويعود الى نغمة العشرين؟.
وردا على جزئية السجال بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف حيال التحقيق الجنائي، أوضح رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه لن “يمنح أي حكومة الثقة ما لم يكن في صلبها هذا التحقيق”. ولفت الرئيس بري إلى أنه “كنت قد أعلنت سابقا في جلسة مجلس النواب أنني مع إجراء تحقيق جنائي وأن يشمل حسابات كل مؤسسات الدولة، وزارات وإدارات وصناديق ومصرف لبنان”، مذكرا أنه قال ولا يزال يقول “إن أول ما يجب أن يبدأ به التحقيق الجنائي هو وزارة الطاقة والمياه”.
مياه التشكيل الراكدة كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بث فيها الطاقة، عبر إعلانه أن خارطة الطريق الفرنسية للبنان لا تزال مطروحة على الطاولة، وإنه يعتزم القيام بزيارة ثالثة إلى العاصمة اللبنانية. هذا الاهتمام الفرنسي ترجم باتصال أجراه اليوم الرئيس الفرنسي بالرئيس عون، تخلله عرض لمسار تشكيل الحكومة، كما تجديد فرنسا على “وقوفها إلى جانب لبنان ومساعدته لا سيما في الملف الحكومي”.
وإلى العاصمة الثانية عاد الهدوء، وبدأت طرابلس تلملم آثار إحراقها وإغراقها وسط تململ شعبي رصدته كاميرا الnbn خلال جولة لها في أحياء المدينة، وداخل منازل أهلها لنقل شكواهم وحاجاتهم.