يوميا تتكرر مشاهد امتهان كرامة اللبناني، متسولا رغيفه في الأفران، ودواءه في الصيدليات، وغذاءه في السوبرماركت، وشيئا من ماله في المصارف، ووقود سيارته في المحروقات.
هذا غيض من فيض مآسيه، ومنها الدولار الذي استأنف مسيرته الصعودية، والكهرباء الغائبة، والمواد الغذائية الملتهبة أسعارها، ولا سيما اللحوم التي ربما تفتقدها مائدة إفطار الصائمين، خلال رمضان الكريم الذي يطرق الأبوب.
كل هذه المصائب تحل على اللبناني، فيما بلده بين مطرقة حكومة لا تصرف، وسندان حكومة لا تؤلف رغم وفود تأتي وأخرى تغادر مناشدة ومحذرة، ولكن لا حياة لمن تنادي. حتى ليبدو أن المنخفض الجوي الذي لفح لبنان اليوم، استهدف أول ما استهدف، خط بعبدا- بيت الوسط، الذي انحدرت درجة العلاقة بين سيديهما إلى ما دون الصفر.
وحده الحراك الذي يقوده الرئيس نبيه بري من دون ضوضاء، يبقى الحبل الذي تعلق عليه الآمال للعبور إلى بر أمان حكومي، لكن هذا يتطلب تسييل القوى السياسية مواقفها المعلنة إلى قرارات جدية.
وهنا تبرز ضرورة النزول عن شجرة المواقف الشعبوية، والمحاولات الرامية إلى حرف الأنظار عن الأولوية الحكومية، إلى أولوية أو سواها.
في اليوميات اللبنانية، برز إعلان الرئيس حسان دياب تأجيل زيارته إلى بغداد لأسباب داخلية عراقية. وقد زجت تقارير صحفية باسم الرئيس سعد الحريري في هذا الموضوع، لكن الأخير نفى أي مسؤولية له في إلغاء الزيارة، التي كانت ستتم في السابع عشر من الشهر الحالي.