تحت وهج معركة (سيف القدس)، تحل ذكرى النكبة بنسختها الثالثة والسبعين اليوم.. هي معركة تصنع في هذه المرحلة معادلات جديدة على امتداد الجغرافيا وفلسطين، وأكثر.
في غزة كرة نار العدوانية الإسرائيلية تحرق الحجر والبشر بلا تمييز بين امرأة وشيخ وطفل، لكن سياسة القتل والتدمير لا تقتل عزيمة المقاومين ولا أهلهم الحاضنين..فهناك رجال قابضون على جمر الصواريخ، من نصر آت نارا ونورا، مقابل عدو مربك سيقع في شرك مغامراته.
من غزة إلى القدس … هامات وقبضات تستمد قوة من أجراس الكنائس وأذان منائر المساجد وصلوات المرابطين في الأقصى، وقد ترددت أصداؤها في أراضي الـ 48 التي يكتب أهلها الأصليون الأقحاح في هذه الأيام التاريخ الصحيح، بعد تعرضه للكثير من التزوير والتزييف.
على ضفة أخرى من ضفاف الجغرافيا الفلسطينية، ارتفع نبض الضفة الغربية فأعلنتها انتفاضة بوجه المحتل مدفوعة باستنفار كتائب شهداء الأقصى مقاتليها في المدن والقرى والمفارق، من أجل الدفاع عن الشعب الثائر.
في المقابل يبدو العدو وقد استنفد أهدافه وضاقت عليه الخيارات العسكرية والسياسية، إلى درجة لم يجرؤ على خوض مغامرة عملية عسكرية برية في غزة، وهو جهد للخروج من كذبة الخبر الذي كان قد سربه عن بدء توغل بري لم يحصل.
أما الصواريخ الفلسطينية فقد قهرت القبة الحديدية وضاعفت إرباك الحياة العامة في كيان العدو، وشلت الحركة في مطاراته وعطلت الدورة الاقتصادية فيه، وخففت التصنيف الائتماني للإقتصاد الإسرائيلي.
فلسطين ليست وحدها على كل حال، والمؤازرة موجودة وبوسائل مختلفة، ودعما لشعبها وصموده وانتفاضته تحرك المتضامنون الأردنيون على تخوم الحدود مع فلسطين، كما تحرك المتضامنون عند الحدود اللبنانية الجنوبية، بعدما قدموا شهيدا سقط بنيران جنود العدو المسكونين بالخوف خلف دشمهم، وداخل آلياتهم.
إنها إذا مرحلة صنع معادلات جديدة، فما يجري في فلسطين سيغير مجريات الأحداث في المنطقة، وسيكون عنوانا لمرحلة مقبلة بقواعد تمتد تأثيراتها على مدى الإقليم.