في جلسة الرسالة ما بين التلاوة والنقاش، كانت رسالة رئيس مجلس النواب نبيه بري مدموغة فعلا وقولا بطابع الوحدة ثم الوحدة، لكي لا يذهب ريحنا، و”لأنو لأجل لبنان بينعمل كل شي”.
من التأجيل بعد التلاوة لأربع وعشرين ساعة بهدف التبريد، ومنح فرصة إضافية للمساعي الهادفة الى سحب فتيل التشنج والاحتقان بين الطرفين المعنيين بالرسالة والتأليف، وصولا إلى النقاش المضبوط والمنقول مباشرة أمام الرأي العام، نجح الرئيس بري في وضع قطار الجلسة النيابية على السكة الوطنية الصحيحة، والوصول بها إلى محطة الفرصة لكي تدلي الكتل النيابية بمواقفها من الرسالة والملف الحكومي على حد سواء، وبالتالي الاجتماع والتخاطب في ظل الحرارة المقطوعة، في خطوط الإتصالات بين أهل التشكيل.
أما رد الرئيس المكلف سعد الحريري فجاء مفصلا، ومفاده أنه لن يشكل الحكومة كما يريدها فريق رئيس الجمهورية ولا كما يريدها أي فريق سياسي بعينه، بل كما يريدها وقف الانهيار ومنع الارتطام الكبير الذي يتهدد اللبنانيين، في أكلهم وصحتهم وحياتهم ودولتهم.
رد الحريري وإن حمل كلاما عالي السقف تجاه عون، حين اعتبر أن رئيس الجمهورية يريد من مجلس النواب تعديل الدستور، واذا لم يفعل يريد تغيير الدستور، إلا أن ذلك لم يؤثر على الإجماع الذي خرجت به الهيئة العامة، لجهة اتخاذ موقف من رسالة رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة المضي قدما وفق الاصول الدستورية من قبل رئيس الحكومة المكلف، للوصول سريعا الى تشكيل حكومة جديدة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية.
وبعد الجلسة، التقى الرئيس بري النائب جبران باسيل، فيما كشف معاونه السياسي النائب علي حسن خليل “عن نقطة انطلاق يعمل عليها رئيس المجلس”، لافتا الى أنه “لا يود المبالغة، ولكن الأمور “مش مسكرة” رغم الأسقف العالية في الخطاب”.
من جهة ثانية، يوجه الرئيس بري كلمة إلى اللبنانيين بمناسبة عيد المقاومة والتحرير يوم الإثنين المقبل، الساعة الثانية عشر ظهرا، وستنقل مباشرة على الهواء.