قديما كان يقال إن ثمة ضوءا في آخر النفق… واليوم لم يعد ثمة ضوء لا داخل النفق ولا خارجه، بفعل التقنين القاسي على خطي كهرباء الدولة والمولدات الخاصة… الأمر الذي ولد توترا عاليا عند الناس، وترجم غضبا متنقلا وقطع طرق بين المناطق، لاسيما أنه لا يوفر قطاعا الا ويصيبه بالشلل، إلا أن على رغم ذلك، لا بد من تعليق الآمال على ضرورة الاستفادة من اللحظة التي سنحت بفتح أفق في الواقع السياسي المتأزم، من خلال تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة لا بد أن تستجيب للمبادرات الدولية والمحلية، وللتحديات التي يواجهها اللبنانيون عبر فريق حكومي غير حزبي بعيد عن المحاصصة وعن خلق مواقع قوى ومحاور داخل مجلس الوزراء
الرئيس المكلف وعملا بمبدأ خير الكلام ما قل ودل أعلن أن المهمة صعبة ولكنها تنجح اذا تضافرت جهود الجميع بعيدا عن المناكفات والمهاترات والاتهامات التي لا طائل منها وقال: لو لم تكن لدي الضمانات الخارجية المطلوبة وقناعة أنه حان الوقت ليكون احد في طليعة العاملين على الحد من النار لما كنت اقدمت
على أي حال، فإن العبرة تبقى في التأليف كما إختصر الرئيس نبيه بري المشهد قبيل مغادرته بعبدا.
وعلى نية التأليف حددت الامانة العامة لمجلس النواب موعدا سريعا يوم غد لاستشارات التأليف غير الملزمة في مجلس النواب، فيما كان لافتا إعلان التيار الوطني الحر انه ليس في وارد تسمية الرئيس ميقاتي أو تناول أي حديث معه يتعلق بتشكيلة الحكومة وتفاصيلها قبل توجه تكتل لبنان القوي إلى القصر الجمهوري