IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”NBN” المسائية ليوم الأربعاء في 4 آب 2021

هو الرابع من آب مجددا… يدخل حوض العام الأول ويفرغ حاويات القلوب المكسورة بلا اختام… هنا سكت الزمن هنيهة… وبسط دوي إنفجار الوجع سيطرته… فرسى التأريخ عند رصيف الألم الذي لا يلتئم كزورق من دماء يمخر عباب الماء ليوصل الملح هذا العام وكل عام إلى جرح المرفأ الذي لا يلحم.

هنا جمعت الأسماء في مانيفست الشهادة…وتم تخزين الحزن الأزلي في صوامـع القمـح الجريحة لكي لا يصاب برطوبة مرور الزمن…او تقترب منه قوارض النسيان…ولا يشبع منه كلما هز الوجدان. ثم ها نحن مازلنا نبحث في كتاب الوطن عن حقيقة ربانها من ألفها إلى يائها رفع الحصانات عن الكل: من رأس الهرم إلى أصغر موظف في الدولة… ولتكن الحصانة مضمونة حصرا لدماء الشهداء فقط لا غير. فلا حصانة ممنوعة من الصرف والرفع في سبيل السعي لمعرفة الحقيقة الكاملة… كل الحقيقة… ولاشيء إلا الحقيقة.

ولا حقيقة تحتمل ان يبنى الفاعل فيها للمجهول كائنا من كان… منذ لحظة وصول الباخرة المشؤومة مرورا بحجز النيترات على مدى سنوات وصولا إلى ساعة وقوع الانفجار.

لا منارة ينقشع الضوء المضرج بالدم منها سوى العدالة التي تكسر موج ترانزيت الشعبوية والمصالح الشخصية والغايات الإنتخابية والمكاسب المالية…

وحدها العدالة تبرد بعضا من نار قلب أم وأخت وإن كانت لاتخمدها… تجفف بعضا من دمع مقلة أب وأخ وإن كانت لا تحبسها…. وحدها تقي من الإرتطام الكبير…أتؤمنون بالقرآن الكريم؟… إذا “لا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون”… أتسمعون من السيد المسيح؟ إذا “تعرفون الحقيقة… والحقيقة تحرركم”.