في الميدان الداخلي هدوء على الأرض بعد يوم صاخب كان المفجوعون بإنفجار مرفأ بيروت في ذكراه السنوية الأولى والمتضامنون الحقيقون معهم يأملون التعبير عن وجعهم من دون ضوضاء وعن مطلبهم معرفة الحقيقة من دون مزايدات واستغلال وإنتهازية سياسية.
لكن الواقع كان غير ذلك والاستثمار السياسي هو الذي كان سائدا وعبر عن نفسه بمحاولات قناصي الفرص السطو على الذكرى والمتاجرة بالدم على أمل إستخدام حصادهم المسموم في صناديق الاقتراع.
صحيح أن الهدوء ساد اليوم وتحديدا في وسط بيروت لكنه هدوء لا يطمس معالم التخريب والتكسير والاعتداء التي ارتكبها مندسون مشاغبون من دون ان يوفروا ممتلكات عامة وخاصة ومؤسسات ووزارت وحتى قوى عسكرية وأمنية.
لقد بدا مشهد التشبيح بأبشع صوره في أكثر من مكان وأظهرته الإشكالات والإعتداءات وإطلاق الشعارات التحريضية.
هذا في الداخل اما عند الحدود الجنوبية فقد وسعت قوات الاحتلال الاسرائيلي دائرة عدوانها وشن طيرانها الحربي فجر اليوم غارة على منطقة قرب العيشية بين أقضية جزين ومرجعيون والنبطية.
صحيح أن الغارة استهدفت منطقة غير مأهولة تحت ذريعة الرد على إطلاق صواريخ كاتيوشا على مستعمرة كريات شمونة لكن الصحيح أيضا ان المنطقة تبعد نسبيا عن الحدود الأمامية فهل في الأمر تجاوز لخطوط حمر أرستها قواعد الاشتباك منذ نهاية حرب تموز 2006؟
هذا التجاوز يؤشر إلى وجود نيات عدوانية تصعيدية كما لاحظ رئيس الجمهورية الأمر الذي دفع لبنان إلى الاستعداد لتقديم شكوى عاجلة لمجلس الأمن الدولي.
في الشأن السياسي الداخلي خرج الاجتماع الخامس بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بالإعلان عن تقدم بطيء في النقاش وتسجيل خطوة إيجابية إلى الأمام… وللبحث تتمة غدا.