لم تلتقط المراصد المحلية اليوم أي تطور سياسي بارز، ما يعزز حال الشلل الذي يصيب المبادرات السياسية لدى أهل الحل والربط. أما المطلوب أمس واليوم وغدا فهو إطلاق ورشة عمل جدية تضع البلاد على سكة التعافي على المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية، قبل الإنغماس الفعلي في الإستحقاق الانتخابي النيابي.
وحدها الأزمات على هذه المستويات تبقى حاضرة بقوة وتجثم على صدر المواطنين، فينهكهم دولار متوحش وأسعار فالتة تفتك بكل شيء من الدواء والخبز إلى البنزين والكهرباء.
هذا الواقع الأسود دوى في مداره صوت أممي قوي فجره مقرر المنظمة الدولية المعني بالفقر المدقع. هي معاينة مأساوية وثقها (أوليفييه دي شوتر) الذي قدم شهادة صادمة عن وضع لبنان بعد مكوثه فيه عشرة أيام. معاينة ميدانية تولاها اليوم وزيرا الصحة والشؤون الاجتماعية في مركز سانتا ماريا في رأس أسطا، غداة إثارة الNBN فضيحة مدوية خلف جدرانه، ضحاياها سبعون مسنا ومريضا يلاقون شتى صنوف الإهمال والوجع.
الوزيران لم ينكرا الواقع المأساوي لهؤلاء المرضى، أما الحل فهو نقلهم إلى مراكز أخرى، ولكن هل ستكون هناك محاسبة؟.
وفي جانب آخر، تجسد الواقع المأساوي في موجة حرائق اندلعت في مناطق عدة لكن أخطرها كان في وادي العزية- زبقين شرق صور، حيث التهمت ألسنة النيران مساحات من الأراضي الزراعية والحرجية. وواجهت فرق الإطفاء صعوبة بالغة في إخماد الحريق الذي أسهمت الرياح القوية ووعورة المنطقة في تأججه.