IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”NBN” المسائية ليوم الأحد في 14/11/2021

كأن لبنان لم تكن تكفيه الحرائق السياسية والإقتصادية والمعيشية ولهيب الأسعار المستعر فزنرته حرائق الطبيعة، واختبر اللبنانيون جهنم بنسخة النار هذه المرة. أخطر هذه الحرائق حط في أحراج الجنوب التي لحقت بها خسائر جسيمة قبل السيطرة على معظمها بعد جهود جبارة وبإمكانات متواضعة.

في عملية مكافحة النيران تضافرت جهود الكثير من الأجهزة والمواطنين لكن دور الدفاع المدني في جمعية الرسالة للإسعاف الصحي كان رائدا وتضحيات عناصرها الذين لم يتراجعوا في مواجهة النار كانت نقطة مضيئة تخترق سواد الدخان الكثيف. هؤلاء واجهوا النيران بلحمهم الحي وقلوبهم المقدامة وعقولهم المؤمنة بالوطن والإنسان ليدفعوا الخطر عن كل بيت وشجرة فبدا كل واحد منهم صدى لرحيق الأرض وأنفاس التراب. ليس أدل على هذا الإندفاع من حسين خليل الشاب الرسالي الذي لم يستسلم لإصابته بل تحداها وعاد إلى ساحة مقارعة النيران رغم آلامه.

على أن الحرائق في جغرافيتها وتوقيتها تطرح جملة تساؤلات وضع الرئيس نبيه بري الإجابة عليها برسم الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة. رئيس المجلس طالب هذه الأجهزة بأن تسارع لإجراء تحقيقاتها وتحديد المسؤوليات والأسباب التي أدت إلى هذه الجريمة. من هنا تأتي ضرورة إقرار تعيين مأموري الأحراج خارج القيد الطائفي.

أما أخطر الحرائق التي لا يمكن إخمادها فهي الحرائق المذهبية والطائفية والمندلعة في النفوس على ما أكد الرئيس بري. وردا على سؤال ل”الانتشار حول الحرائق السياسية ومنها تعطيل مجلس الوزراء والإرتفاع الجنوني للدولار وغير ذلك من الأمور قال رئيس المجلس: لا مجال لهذا البلد أن يستقيم ويمضي إلى الأمام إلا بتطبيق الدستور والقانون أما دون ذلك فعبثا نحاول ” وما في شي بيمشي” ونبقى نراوح مكاننا.