إن لم تستح فأقض أمر أولياء النعمة في غرف التآمر، وأصمم أذنيك عن ارتياب أولياء الدم في غرف التمييز. إن لم تستح من تسخير القضاء الفاضح لرد كل ارتياب مشروع، فأسمع صوت أهالي الشهداء واحترم رغبتهم بعدما كشفوا مخططك، أنت ومشغلك الطامح.
ضحايا المرفأ لن يكونوا أوراق إقتراع للمرشح الحالم بالوصول إلى كرسي رئاسة الجمهورية، كما يسعى قاضي القضاة أن يكونوا مستخدما دم الشهداء ودمى القضاء.
إلى باب المحقق العدلي وضع أهالي الشهداء مذكرة توقيف عن متابعة العمل، بعد أن تسبب البيطار بتأخير التحقيق بفعل الاستنسابية التي يتبعها والتسييس الفاضح الذي يطبقه “ع البكلة”، فماذا ستكون حجته هذه المرة؟، وما هي التخريجة الجديدة بعد كل القرارات الفاضحة التي ترتقي إلى مستوى الوقاحة في الدوس على الدستور والقانون وحتى أبسط الأعراف؟.
الإمعان في التحدي الذي يمارسه المحقق العدلي وتجاوز صلاحياته بالاعتداء على الدستور لم يعد يجدي، والاستمرار في مكابرته مع مشغليه يعد جريمة ثلاثية الأبعاد تقتضي على من تبقى من قضاء نزيه أن يدفع البيطار بإتجاه الإبعاد: هي جريمة بحق شهداء انفجار المرفأ وأهاليهم، هي إصرار على تجهيل المجرم الحقيقي الذي فجر المرفأ وهي جريمة مشهودة بحق السلطة القضائية، التي يفترض أن تنأى بنفسها عن السياسة.
وفي هذا الإطار رأى رئيس الهيئة التنفيذية لحركة “أمل” مصطفى فوعاني، أن ثمة طاعون قضائي يصيب التحقيق، لافتا الى أن خطوة البيطار بالأمس برهان آخر على حجم المؤامرة التي تحاك داخليا وخارجيا للنيل من عناوين المقاومة، فيما شددت مصادر الثنائي الوطني على أن ما يجب أن يكون معلوما هو أن المنحى الذي يسلكه البيطار سيدفع الأمور بالتأكيد الى ما لا تحمد عقباه، عبر غرف سوداء توجهه وتديره ليس في اتجاه كشف الحقيقة بل لتحقيق مآرب سياسية لن يتمكن من تحقيقها.
وتوجهت المصادر الى من يغطي البيطار بالقول: “هناك دستور موجود وصلاحيات محددة وهناك مجلس أعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، والمجلس النيابي متمسك بصلاحياته والرئيس نبيه بري لن يسجل في عهده السماح بالمس بصلاحيات السلطة التشريعية او تجاوزها او الانتقاص من هيبتها وكرامتها، اللهم إلا إذا كنتم تريدون أن تغيروا الدستور الذي تتغنون به ليل نهار، او تعلقوا أحكامه كرمى لعيون المحقق العدلي او تجعلوه إلها من تمر تأكلونه حينما تجوعون، فهذا أمر آخر يستوجب كلاما آخر”.
من أهل القضاء وإليهم، حذر وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى من أخطر ما يصيب العدالة هو أنها تتعرض للسطو والمصادرة ممن يزعم أنه يضرب بسيفها، والأخطر من ذلك أنه يقوضها ثم يصوره لنا بعض الإعلام، بأنه سفينة النجاة وباب الخلاص للوطن وهو في واقع الأمر ينأى بالوطن عن طريق العدالة، ويجنب المرتكبين الفعليين الملاحقة والعقاب، ويسعى هو ومشغلوه الى إستيلاد الفتن والى بث الفرقة وتأليب اللبنانيين بعضهم على بعض.