نيران الأزمات المعيشية والمالية والاقتصادية تزداد تأججا يوما بعد يوم بل ساعة بعد ساعة بقوة رياح الدولار الهوجاء التي تعبث بالعملة الوطنية من دون رحمة.
من المحروقات التي سجلت اليوم قفزة مجنونة ارتفاعا واستدرجت طوابير السيارات مجددا مرورا بالرغيف التائه من درب الفقير تحت ألف حجة وعنوان وبالغاز المنزلي الذي هدد مستثمرو معامله بالإقفال وصولا إلى آخر اللائحة الموجعة.
حتى الطوابع المالية سترتفع أسعارها ستة عشر ضعفا بعد ربطها بدولار قفز إلى 33 ألف و600 والحبل على الجرار.
هذا المشهد الملتهب حرك الشارع إحتجاجات وقطع طرقات في غير منطقة ويفترض أن يبلغ ذروته بعد غد في (يوم الغضب) الذي ينفذه السائقون العموميون بدعوة من إتحادات النقل البري.
وفيما الطرق المعيشية والإجتماعية والإقتصادية مسدودة فإن الطرق السياسية هي الأخرى غير سالكة بالنظر إلى كونها مزروعة بألغام كثيرة أبرزها الألغام القضائية المسيسة التي لم تنزع فتائلها بعد لإعادة الحياة إلى المؤسسات الدستورية.
وبين الألغام يسير التحضير لحوار وطني أطلقت على نيته مشاورات في قصر بعبدا تستمر يومين.
وفي هذا الإطار التقى رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم رؤساء ثلاث كتل نيابية وسياسية وحزبية أعلنت اثنتان منها المشاركة في الحوار المزمع أما الثالثة التي يقودها سليمان فرنجية فلم ترفضه ولكنها لن تشارك فيه باعتباره يقتصر على أطراف تنتمي لفريق واحد.
وبحسب معلومات الـNBN فإن الرئيس عون طرح على ضيوفه ثلاثة اسئلة: هل يرغبون في المشاركة وإذا كان لديهم اقتراحات لإضافة بنود وإذا كان لديهم تصور لحل أزمة الجمود الحاصل على مستوى مؤسسات الدولة.
ويستكمل عون لقاءاته غدا مع اللقاء التشاوري والحزب السوري القومي الإجتماعي والطاشناق والنائب جبران باسيل على أن يتخذ قرار الدعوة إلى طاولة الحوار بعد جوجلة اللقاءات.
وعلمت الـNBN ألا تواصل جديدا حصل مع وليد جنبلاط بعدما أبلغه بأنه لن يتمكن من الحضور لدواع صحية.