العين في هذه الأيام على الولايات المتحدة من زوايا عدة تكاد تلتقي عند استحقاقها الإنتخابي المثير وانعكاسات نتائجه على ملفات العالم ومن ضمنه منطقتنا ولا سيما فلسطين ولبنان.
آخر معطيات هذا الإستحقاق يظهر نجاح وريثة الرئيس جو بايدن (كامالا هاريس) في انتزاع موقع قوي لضمان تسمية حزبها الديمقراطي لها كمرشحة لخوض الإنتخابات في مواجهة الجمهوري دونالد ترامب.
وإذا كانت استطلاعات الراي تضع الآن المرشحين في مواقع متقاربة فإن الجميع بانتظار أن يحسم الحزب الديمقراطي مرشحه رسميا في مؤتمره الذي يبدأ في التاسع عشر من آب المقبل.
وقبل أقل من شهر من هذا الموعد حصدت (هاريس) دعم غالبية المندوبين الديمقراطيين البالغ عددهم نحو اربعة آلاف شخص يختارون مرشح الحزب رسميا
ومن أوجه قوتها ايضا أن المانحين ضخوا مبلغا قياسيا تجاوز ثمانين مليون دولار في حملتها خلال أربع وعشرين ساعة بعد تنحي بايدن عن الترشح وهو أكبر مبلغ ليوم واحد في تاريخ الرئاسة الأميركية.
لكن عناصر القوة هذه لا تلغي التحديات التي تواجهها هاريس ولا احتمالات الفشل في بقائها بالبيت الأبيض رئيسة بدل نائبة الرئيس.
الولايات المتحدة الغارقة في استحقاقها الإنتخابي تستقبل حاليا رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي يعتبر زيارته حبل نجاة له لمواجهة طوق الداخل المضروب عليه وحصار الخارج الذي لم يعد قادرا على مجاراته في الجرائم المرتكبة في غزة
حتى الآن حسم موعد اجتماع نتنياهو مع الرئيس بايدن يوم الخميس فيما لم يوافق ترامب بعد على استقباله أما هاريس فأكدت أنها ستلتقيه هذا الأسبوع في البيت الأبيض علما بأنها لن تحضر جلسة الكونغرس التي سيلقي خلالها نتنياهو خطابا لأنها ستكون منشغلة بالتحضير لخوض السباق الرئاسي.
وفي ما يبدو أسلوبا دعائيا اصطحب رئيس الوزراء الإسرائيلي معه إلى واشنطن بعض الأسرى المفرج عنهم وعائلات آخرين ما زالوا محتجزين في غزة.
ويشكل هذا الأمر محاولة استعطاف سيستغلها خصوصا خلال إلقائه خطابا في الكونغرس.
على خط آخر اختتمت الفصائل الفلسطينية وبينها حركتا حماس وفتح اجتماعاتها في الصين بإعلان اتفاق سمي (إعلان بكين) لإنهاء الإنقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية,
وينص الإتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الإحتلال وفك الحصار الهمجي عن غزة والضفة الغربية.
على الضفة اللبنانية اعتداءات إسرائيلية متواصلة ابرز وقائعها اليوم غارة بمسيرة على سيارة في شقرا أسفرت عن سقوط شهيد فيما كان الطيران الحربي يستبيح الأجواء اللبنانية خارقا جدار الصوت ولا سيما فوق العاصمة.
وفي مقابل تمادي العدو في اعتداءاته أضافت المقاومة مستوطنة جديدة إلى دائرة الإستهداف للمرة الأولى وهي مستوطنة (تاسوريال) في الجليل الغربي والتي تبعد سبعة كيلومترات عن الحدود.