ثبتت تفجيرات اسطنبول اليوم ان الارهاب لا يتوقف عند حدود جغرافية، صحيح ان الانفجار هو الثالث الذي يضرب تركيا منذ بدء الازمة السورية، لكنه الاول الذي يصيب شريان الدولة التركية، انها اسطنبول عاصمة الاقتصاد والسياحة، اهتزاز امنها يعني فقدانها للوهج الذي جذب السياح من كل عواصم العالم.
اختيار الارهابيين لاسطنبول ولشارع تاريخي فيها يجمع بين معالم السطان احمد وآية صوفيا يعني التخطيط لشل تركيا، التي بقيت شبه وحيدة في المنطقة، مساحة للأمان والسياحة.
حجم التفجير وطبيعة المكان وزمان العملية الارهابية عناصر درستها القيادة التركية، فتقدمت لديها المعطيات بأن داعش هو من نفذ العملية.
الضحية هو المواطن التركي المستهدف بأمنه واقتصاده، والضحية ايضا هو اللاجئ السوري الذي هرب من الدواعش، فبات يدفع الضريبة مرتين، سيضيق الاتراك على اللاجئين كما فعل الاوروبيون بعد العمليات الارهابية في فرنسا، محطة اسطنبول اليوم شكلت دافعا للدعوة الى رص الصفوف، فتعالى الروس عن كل خلافاتهم وأكدوا الحاجة الى الاتحاد بوجه الارهاب.
في محاذاة الحدود التركية كان الجيش السوري يلاحق الارهابيين ويسيطر على سلمى اكبر معاقل المسلحين في ريف اللاذقية، سلمى التي بقيت عصية مع “ربيعة” الجيش السوري دخلها في الساعات الماضية ليسجل انجازا بحجم موقعها الاستراتيجي.. السيطرة عليها تعني نهاية اكبر معارك ريف اللاذقية.
ما بعد سلمى ليس كما قبلها، صار اغلاق الحدود مع تركيا في تلك المنطقة ممكنا، اما الاسرع فهو التقدم من هناك ايضا باتجاه جسر الشغور.
المحطات الميدانية السورية تتسارع، والمعارضة تعترف على لسان منسق هيئتها التفاوضية “رياض حجاب” أن الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها بشأن سوريا، بدا هذا التصريح تمهيدا لمراجعة وتراجع في حسابات المعارضين في مرحلة التحضير لجنيف ثلاثة.
دمشق التي بدت مرتاحة للميدان والسياسة وزعت نشاط دبلوماسيتها ما بين تعزيز العلاقات مع الهند التي يزورها وليد المعلم، وتفاوض مفتوح له صولات وجولات بشار الجعفري.
لبنان حوار قائم، يزيل الالغام ويفكك العبوات السياسية ويمهد للجلسة الحكومية وان الخميس لناظره قريب، اما من ينتظر الانتخاب الرئاسي فيترقب سيناريوهات مفتوحة، هل هي مناورات ام خطوات قد تكون ركيزتها تأييد سمير جعجع لترشيح العماد ميشال عون.
استطلاع عن قرب اجراه الوزير نهاد مشنوق في معراب اليوم، فيما الانباء عن لقاء فرنجية الحريري في باريس لم تؤكده لا معلومات ولا بيانات رسمية.