المشهد يتكرر في مجلس النواب، يغيب النصاب عن جلسة انتخاب الرئيس، فتتأجل الجلسة الى الثاني من اذار، لم تختلف جلسة الثامن من شباط عن سابقاتها فهل رسب تفاهم معراب امام اول اختبار؟ لا نواب التيار الوطني الحر حضروا الى الجلسة كنواب القوات ولا نواب القوات قاطعوا الجلسة تضامنا مع التيار، تماما كما حال غياب كتلة لبنان الحر الموحد ومشاركة نواب المستقبل الداعمين لترشيح النائب سليمان فرنجية.
لم تبدل التفاهمات الجديدة ولا الترشيحات من تموضعات الكتل النيابية بين 8 و 14 اذار، فيما كانت كعادتها كتلة التنمية والتحرير ملتزمة بحضور كل الجلسات يتقدمها رئيسها رئيس المجلس نبيه بري الذي كان اول الواصلين الى ساحة النجمة اليوم.
انتظار نيابي من دون نصاب، حضر المرشحون وتغيب المرشحان، فتكرست التموضعات السياسية الى حد اتهام حزب الكتائب المرشحين برفض ممارسة الحياة الديمقراطية، القوات هربت هذه المرة من انتقاد المتغيبين كما كانت تفعل بعد كل جلسة، ورمى نائبها جورج عدوان الكرة في ملعب حزب الله مطالبا اياه بالتفاهم مع فرنجية لينسحب لمصلحة عون، لكن لا تقتصر المطالبة القواتية هنا بل تتعداها لضرورة تفاهم الجنرال مع مكونات 14 اذار وتحديدا تيار المستقبل، في الشكل لم تبتعد القوات عن حلفائها بدليل اجتماع عدوان مع الرئيس فؤاد السنيورة واستعداد القوات للمشاركة في ذكرى 14 شباط.
المسارات مفتوحة على كل الاحتمالات، فيما الانظار الداخلية والخارجية ترصد ما يحصل في ريف حلب، الجيش السوري يتقدم، والحديث عن التدخل العربي او التركي في سوريا باق الى حدود محاربة داعش اي في المناطق الشرقية، فماذا يجري دوليا؟ وهل تحكم لعبة الميدان مسار المفاوضات السورية واللعبة الاقليمية؟
في لبنان اهتمام شعبي باقتراح زيادة الضريبة على صفيحة البنزين، الرئيس بري رفض طرح زيادة خمسة الاف ليرة ليبقى النقاش مفتوحا حول نسبة اقل ستنظر بها الحكومة في اجتماعاتها بعد تقديم رؤية وزارة الطاقة والمياه المعنية، لكن النقابات رفعت راية الرفض فهدد الاتحاد العمالي العام بالمواجهة وطالبت هيئة التنسيق بالاضراب ما يعني ان يومي الاربعاء والخميس سيشهدان نقاشا حكوميا معيشيا ماليا نقابيا مفتوحا.