استنفار إسرائيلي يرصد. تل أبيب تسعى للإستفادة من الخلافات الإقليمية، وتوسيع مساحة التطبيع مع دول عربية. الإسرائيليون لا يكتفون بالتفرج على توصيف المقاومة بالإرهاب، هم خططوا لإستغلال الأزمات، وتوظيف الإنشغال العربي- الإقليمي في خدمة مصالحهم.
إسرائيل اليوم تزيد مساحات التهويد، وتصل إلى حد منع رفع الآذان في مساجد الأراضي المحتلة بذريعة معاناة الإسرائيليين من صوت الآذان. فأين العرب والمسلمون؟.
المشهد في بلدة معركة أمس هو الجواب: المقاومة ملك الشعب، ولا يمكن لأحد في العالم أن يصنفها بالإرهاب. موقف أعلنته حركة “أمل” على لسان المعاون السياسي للرئيس نبيه بري علي حسن خليل.
تلك المقاومة كانت وستبقى ملك الأجيال، تستند إلى تضحيات مقاومين ودماء شهداء من أيام سقوط الشهيد الأول بمواجهة الاحتلال، مرورا بمعركة عام 1985 واستشهاد القادة المقاومين محمد سعد وخليل جرادي وحيدر خليل. وتستمر المسيرة على ذات الدرب الطويل. فلا العدوانية الإسرائيلية أسقطت المقاومة، ولا التحريض الطائفي والمذهبي يؤدي إلى التطبيع مع إسرائيل، كما قال الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله.
إسرائيل عدو وستبقى.ثوابت إستراتيجية غير قابلة للنقاش ولا للتصنيف ولا للتعديل.
في الداخل، لا وقت للمزايدات، في ظل دعوة أطلقتها حركة “أمل” لإعادة قراءة خطوة الرئيس سعد الحريري حول تبني ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. المقاربة يجب أن تكون إيجابية، كما قال الوزير خليل، لأن ما قام به الحريري خطوة كبيرة للأمام تجاوز فيها مساحات الخلاف.
حكوميا، انتظار. الرئيس تمام سلام لم يتسلم بعد ردودا إيجابية تسمح بالقول أن أزمة النفايات في طريقها إلى الحل. هو لا يزال ينتظر أخبارا مقرونة بأفعال. وعليه يفترض أن يتبين خلال اليومين المقبلين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
أما الخيوط السورية فمتعددة: من تقدم الجيش في جبهات عدة، وسط الحديث عن إنجاز مهم مرتقب خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وانشقاقات في “داعش” الذي بات يعاني من تفكيك التنظيم أولا، من الرقة إلى ريف حلب، وانتصارات الكرد عليه شمال سوريا. ومن هنا رصدت الطائرات الروسية اليوم محاولة تنظيم “داعش” تحشيد مقاتليه للهجوم على الأكراد، في خطوة تهدف لإعادة رفع معنويات مقاتليه من جهة، والسيطرة على ما خسر في الشدادي في ريف الحسكة الاستراتيجي من جهة ثانية.