أضحى مبارك. تملأ الفراغ الداخلي خطابات عالية السقف، ترفع لغايات حزبية أكثر مما هي لأهداف وطنية. لم تسترح تلك المواقف في يوم العيد، لكن اللبنانيين لا يلمسون إلا تصعيد المنابر، ويسألون: ماذا بعد؟. المواطنون تواقون لحلول لا يقدمها الجدل المفتوح على الهواء، بعد تجميد الحوار وتعطيل الحكومة وتهميش المؤسسات. فإلى متى؟. وهل يجري تقطيع الوقت بانتظار مسارات المنطقة؟.
تقدم حصل على المساحة السورية التي دخلت الآن في هدنة ركبها الأميركيون والروس، ورحبت بها العواصم الدولية، في حين عارضتها المجموعات المتطرفة التي صارت هدفا مشرعا دوليا للجميع.
دخلت سوريا مرحلة جديدة، ظهرها الرئيس بشار الأسد في إطلالته من داريا اليوم، فاختار توجيه الرسائل على طريقته، وتحديدا للذين راهنوا على ان سوريا سقطت وانتهت. فأكد اليوم أن بلاده تتعهد بإعادة كل المناطق إلى حضن الدولة، آمنة، لإعادتها لاحقا إلى دورة حياتها الطبيعية.
الروس الذين اتفقوا مع الأميركيين حول سوريا، لا زالوا يلعبون مع واشنطن في شد الحبال. بدا ذلك في بحر الصين الذي يشهد أهم مناورات عسكرية بين موسكو وبكين. المناورة تخفي حلفا استراتيجيا حقيقيا بين الروس والصينيين يتكرس في كل ساحة وكل اتجاه.