رغم اشتباكات عين الحلوة التي ابقت التوتر مفتوحا في المخيم، فإن الاستقرار اللبناني امنيا وسياسيا لا يضاهيه استقرار على مساحة العالم، فالعواصم الاوروبية قلقة من تمدد الارهاب وتعيش هاجسا امنيا يزداد كل يوم، الارتياح اللبناني تشهد عليه زحمة السير في شوارع بيروت ولا تنفع معها خطة تفرضها قوى الامن خلال الاعياد.
وفاق سياسي يترجم في إعداد البيان الوزاري رغم التباينات الديمقراطية، استعداد لجلسة نيابية تعطي الثقة للحكومة قبل رأس السنة، والمضي بعدها بورشة قانون الانتخابات النيابية، الاصداء الايجابية تتردد، والاهتمام الدولي بلبنان يزداد، كما بدا في زيارة وزير الخارجية الفرنسية الى بيروت يحض منها على محاورة السعودية وايران.
واذا كان المطلب النأي بلبنان عن الأزمة السورية، فإن تلك الأزمة تمر بزمن فاصل بين مرحلتين، ما بعد حلب يختلف عما كان يسبق تحريرها، المبعوث الدولي الى سوريا يلوح بإمكانية ان يتكرر في ادلب ما حصل في حلب، وانقرة بدلت من عناوينها بعد قمتها في موسكو مع روسيا والجمهورية الاسلامية الايرانية، الى حد حديثها عن ان الشعب السوري هو من يقرر مصير الرئيس بشار الاسد.
اما الاميركيون فانشغلوا بملفاتهم، وحدها القضية الفلسطينية تحرك واشنطن انحيازا الى جانب اسرائيل كالعادة، تلبية لدعوة نتنياهو لحماية الاستيطان الاسرائيلي واستخدام الفيتو ضد مشروع قرار مصري في مجلس الامن يدعو تل ابيب الى الوقف الفوري للاستيطان.