تغيب “بيرلا” وتترك صقيعا يشد درجات الحرارة نزولا، فتتجمد الطرقات على المرتفعات.
لن يغادر البرد المنطقة، سيلازمها بين عاصفة وعاصفة. وما على المواطن سوى الانتباه من جليد يشل حركة الطرقات، ويضر المزروعات.
وحدها الحرارة سياسية في لبنان، يستولدها قانون انتخابي يتجه نحو صيغة المختلط ما بين النسبية والأكثرية. لا تصنيف بعد، بانتظار اتفاق بين القوى تلوح مؤشراته من الاجتماعات الرباعية، إلى التغريدات “التقدمية”، والاتصالات السياسية.
المستجدات تبشر بقانون عتيد، لكن: “ما تقول فول تا يصير بالمكيول”. المكيول الانتخابي هو أساس المقاربات. تجري حسابات بالدوائر والأرقام، لإستطلاع نتائج مرتقبة ستحدد معايير المرحلة المقبلة. لكن لبنان قائم على التعددية والشراكة، هذا ما ثبتته التجارب.
التجربة السورية تتحكم بعناوين السياسات الدولية، ومن هنا تأتي المقاربة الأميركية الجديدة مع روسيا، في إتصال بين الرئيس دونالد ترامب وفلاديمير بوتين. على الأرض السورية تزدحم العناوين الميدانية: يحسم الجيش معركة عين الفيجة، ويعيد لدمشق مياهها وعذوبة أنهارها، ويكمل في معاركه بأرياف حلب ودير الزور.
على تلك الأرض أيضا، تمضي معارك التصفيات النهائية بين المجموعات المسلحة، في حروب إلغاء تخوضها “جبهة النصرة” ضد الفصائل المعارضة، فتجبر الحركات المسلحة على الاندماج، كما حصل اليوم تحت اسم “هيئة تحرير الشام”، قبل الالتحام في المواجهة بين “داعش” و”النصرة”، أو التكامل بينهما على قاعدة الحرب ضد الجيش السوري.
إنها تحولات الميدان تتظهر يوما بعد يوم، وتنعكس على السياسة، تقريبا للمسافات، ببركة روسية تجمع المعتدلين، وتصنف المسلحين، وترعى حوارات التسوية من استانة إلى جنيف.