ما بين طاريا البقاعية وعيدمون العكارية وصيدا الجنوبية حكاية مسار ومصير معمدة بالدم لن تغلبها سكين داعش ولا رصاصات عصابة النصرة.
قدر طاريا ان تقدم شهيدين عسكريين على جبهة واحدة، وقدر آل حمية ان يكونوا على قدر المسؤولية الوطنية.
من هنا كان والد الشهيد محمد معروف حمية يدعو الى عدم الانجرار وراء الفتنة ومنع التعرض لأي بريء ، لكنه حمّل المسؤولية لرئيس بلدية عرسال علي الحجيري والشيخ مصطفى ابو طاقية.
أهداف الارهابيين تتوزع ما بين الضغط لاطلاق الموقوفين من جهة، واثارة العصبيات من جهة ثانية، لدفع لبنان الى الفتنة.
لن تقتصر الأمورهنا، تحيطها انباء عن خطف أو ملاحقة لا علاقة لأهالي الشهداء بها كما في نفي آل حمية للـ” أن بي أن” علاقتهم بأي عملية خطف حصلت.
شهادة محمد عاصم ضاهر ابن عكار أثبتت مرة جديدة أن معركة لبنان واحدة ضد الارهاب لا فرق بين طائفة ومذهب ومنطقة.
هاهي صيدا اليوم تشهد ودماء عريسها علي الخراط تؤكد ان اللبنانيين معا في صف واحد ضد الارهابيين .
والد علي لم يصمد وفارق الحياة قبل ساعة من موعد تشييع نجله الشهيد . المؤسسة العسكرية لم تتفرج والجيش استهدف تجمعات الارهابيين في جرود عرسال ولا يزال وقتل بحسب المعلومات 11 مسلحا دفعة واحدة .
حكوميا استنفار خلف الجيش في معركة مفتوحة على كل الخيارات كما بدا في الاجتماع الأمني في السراي .
ومن عين التينة كان رئيس الحكومة تمام سلام أكد على وحدة الصف في المواجهة ، هذا هو الخيار ، لا قبول بالضعف ولا التراجع ولا المفاوضة في ظل القتل والتهديد كل يوم.