عقد من الزمن مر على رحلة 14 آذار. شابت قواها في عز صباها، ووصلت إلى عمر عشر سنين منهكة متعبة تسبقها الإخفاقات وتحكمها الحسابات.
في الشكل اجتماعات، وفي المضمون تباينات. فهل يصلح المجلس اليوم ما فرضته الوقائع السياسية؟
في ثامن مؤتمر في عداد المسيرة، وثيقة جديدة تنضم إلى أخواتها للإدعاء أن 14 آذار ما زالت هنا. اللبنانيون يسمعون القول ويفتقدون الفعل.
في الداخل هموم أخرى. الحوار أولوية والاستقرار أولوية والأمن أولوية. العناوين الثلاثة مترابطة متضامنة لا تتحقق إلا بجهود لبنانية متكاتفة في الجمع لا في الفصل. الامتحان استحقاق رئاسة الجمهورية.
أما الاستحقاقات الخارجية فتختلف بين 14 آذار 2005 و14 آذار 2015. “داعش” اليوم توزع التطرف، والعواصم مشغولة بمواجهة الإرهاب.
ما بين العراق وسوريا، محطات بطولية ميدانية عسكرية تقارع “الدواعش” لحماية ساحات المنطقة من تدمير للحضارات وقتل للإنسان ومحو للتاريخ وعبث بالجغرافيا. في تكريت مؤشرات تصنع المرحلة الجديدة، فتغير وهم أن إجرام “داعش” لا يواجه. الـNBN جالت في تكريت ومحطيها، ولمست إصرار الجيش العراقي والحشد الشعبي على إنهاء ظاهرة “داعش”.