الضربات الروسية ضد الارهاب على الارض السورية باقية وتتمدد رغم كل الضجيج والغبار المثارين من واشنطن وحلفائها الاقليميين.
الاميركيون لم يستوعبوا ما حصل حتى الآن وحاولوا الغمز من الغارات الروسية، تارة عبر الحديث المباشر عن استهداف موسكو لمن دربتهم المخابرات المركزية الاميركية، وطورا بشكل غير مباشر من خلال اتهام الطيران الروسي بقصف المدنيين وهو ما نفاه فلاديمير بوتين، واصفا الامر بالهجوم الاعلامي الذي بدأ قبل الغارات.
الدب الروسي تحرك ولم يعد هناك ما يمكن ان يقف امامه، وربما هذا ما دفع واشنطن البراغماتية عادة في التعاطي مع الوقائع وان لم تكن لمصلحتها الى اقتراح آلية تنسيق طارئة مع موسكو التي اعلنت انها ستبحث اي طلب من العراق لشن غارات ضد داعش فماذا بعد؟
بوتين يراهن على دور الدولة السورية ويرى ان الغارات هي درهم وقاية افضل من قنطار ارهاب قد يطرق باب كل بيت روسي او اوروبي في ظل معلومات تؤكد وجود الآلاف من مواطني الدول الاوروبية وروسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق في صفوف المنظمات الارهابية وهم في حال حققوا اي انتصار فسيعودون الى موطنهم.
المؤشرات تدل على بقاء موسكو لفترة ليست قصيرة في البحر المتوسط، لا سيما بعد انزال قنوات بحرية خاصة لحماية المنشآت العسكرية الروسية في سوريا، معززة ببارجتين عبرتا البحر الاسود لتأمين القاعدة البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية في اللاذقية.