بعد ما رجع به (الهدهد) من شمال فلسطين المحتلة جاءت الرسالة الردعية التالية الموجـّهة إلى (من يعنيهم الأمر).
في هذه الرسالة تذكير بأن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط ولا قواعد ولا أسقف إذا فرضت الحرب على لبنان.
وفيها أيضـًا تحذير متكرر: “من يفكر في الحرب معنا سيندم” …هو تحذير بصوتٍ عربي واضح مترجم إلى العبرية والإنكليزية.
لم تمضِ ساعات قليلة على إصدار فيديو (من يعنيهم الأمر) حتى كانت المقاومة تطلق العنان لمسيراتها وصواريخها ما أربك العدو من شمال فلسطين إلى الجولان حيث كانت الاعترافات تتوالى عبر إعلامه بإستهداف منشآت عسكرية وأمنية حساسة ولاسيما في شمال شرق صفد وفي بيت هلل في الجولان لكن حجم الضرر البشري والمادي ظل طيّ الكتمان وتحت رحمة الرقابة العسكرية.
لكن بعض التقارير أفلتت من طوق الرقابة مؤكدة – على سبيل المثال – ان مستوطنةً مثل المطلة بات أربعون بالمئة من منازلها السكنية متضررة ومئتين أخرى محترقة منذ تشرين الأول الماضي.
أما منشآت الطاقة فهي مهددة في حال اندلاع حرب واسعة مع لبنان على ما أكد وزير الطاقة الإسرائيلي هذه المرة لينضم بذلك إلى رئيس الشركة المشغلة لهذا القطاع.
في غضون ذلك لم تهدأ ماكينة التهديد والوعيد مدعومة بحرب شائعات “هشـّلت” افتراضياً السفراء الأوروبيين من بيروت وقوَّلت وكالات أنباء عالمية مرموقة كلامـًا لم تقله عن بدء حرب على لبنان خلال ثمانٍ وأربعين ساعة ونقلت حاملة الطائرات الأميركية (آيزنهاور) من البحر الأحمر إلى المتوسط لدعم إسرائيل في تلك الحرب مع أن البنتاغون نفسه أعلن ان الأمر يتعلق بعملية تبديل روتينية مع حاملة اخرى هي (روزفلت).
وفي أجواء الشائعات زعمت صحيفة تليغراف أن حزب الله يخزن كميات من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية في مطار بيروت وهو ما دحضه إتحاد النقل الجوي في لبنان الذي قال إن ما تروج له وسائل الإعلام المشبوهة تحريضٌ على قتل اللبنانيين.
من جانبه كشف وزير الأشغال العامة والنقل علي حميه عن دعوى قضائية ضد الصحيفة على خلفية السعي إلى تشويه سمعة المطار.
في سياق منفصل توجه وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن في زيارة قال انه سيتطرق خلالها مع المسؤولين الأميركيين إلى الوضع على الجبهة الشمالية وتأمين الدعم اللازم.
وعلى تخوم تلك الجبهة وصولاً إلى كل لبنان ثمة استحقاق يتمثل بانطلاق قطار الامتحانات الرسمية والباكورة مع طلاب التعليم المهني والتقني غداً. هو استحقاق تربوي عادي لكنه يجري في ظرف أمني غير عادي وسيكون نجاحه فصلاً آخر من فصول الصمود والتحدي في مواجهة العدو الإسرائيلي.
في قطاع غزة لا تعديل في سياق العدوان ما خلا تسريبات إسرائيلية عن ان لدى جيش الاحتلال أسابيع فقط لإنهاء العملية العسكرية في رفح والانتقال إلى المرحلة (ج). هذه التسريبات تـُضـَخُّ فيما يزداد التخبط السياسي والعسكري الإسرائيلي يومـًا بعد يوم فيعود جيش الاحتلال إلى سياسة المجازر ظنـًا منه بأنه يعوّض بذلك عن انتصار غير متاح.
أما الإنتقادات لإدارة جو بايدن فهي متاحة لبنيامين نتنياهو على خلفية تأخرها في إرسال الأسلحة للجيش الإسرائيلي وقال: بعض القطع وصلت بالقطّارة ولكن الجزء الأكبر والأساسي لم يأتِ وأضاف أنه على استعداد لاستيعاب الهجمات الشخصية نيابة عن دولة إسرائيل.