الوضع في الشمال لا يحتمل. لم تكن إسرائيل أبدا بمثل هذاالضعف.
هذه عينة من التقييمات الإسرائيلية لما يعانيه شمال الكيان المحتل والتي نقلتها وسائل إعلام عبرية.
وكما بات ثابتا لدى القريب والبعيد فإن تلك الجبهة تنتظر هدنة غزة وحتى ذلك الحين ستظل ضربات المقاومة على وهجها وجديدها اليوم عدد من الهجمات أبرزها الهجوم الجوي الذي شنه سرب من المسيرات الإنقضاضية على هدف عسكري مهم في الجليل الغربي.
الإعلام العبري وصف العملية بأنها حدث قاس مشيرا إلى مقتل جندي وإصابة آخرين فضلا عن وقوع أضرار مادية كبيرة.
في المقابل تواصل العدوان الإسرائيلي على مناطق لبنانية الأمر الذي توقفت عنده مصر بقلق بالغ على ما أعلن وزير خارجيتها (بدر عبد العاطي).
ولفت الوزير المصري إلى أن جذور التصعيد هي العدوان على غزة وبالتالي فإن عودة الهدوء إلى المنطقة سواء كانت لبنان أو البحر الأحمر لن تتحقق سوى بوقف إسرائيل عدوانها على القطاع.
ووقف هذا العدوان على غزة يحضر بقوة في المفاوضات الجارية في العاصمتين القطرية والمصرية.
وقد تسابقت وسائل الإعلام العبرية للحديث عن الإقتراب من التوصل إلى إتفاق فيما أبدى البيت الأبيض تفاؤلا حذرا
وإذا كان فعلا ثمة إتفاق يتبلور فإن التوصل إليه دونه عقبات منشأها إسرائيلي وربما تؤخر إنجازه والتجارب السابقة تدفع دائما إلى الحذر.
ورغم أن كل العالم سلم بأن العدو الإسرائيلي غير قادر على الحسم العسكري ورغم أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية باتت ترفع الصوت تأييدا لصفقة تؤدي إلى الإفراج عن الأسرى يظل بنيامين نتنياهو راكبا موجة المماطلة والعرقلة معلنا تمسكه بما يعتبرها خطوطا حمرا
وفي ضوء التباعد الحاصل بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الحرب كشفت وسائل إعلام عبرية أن نتنياهو بحث مع مقربين منه في إقالة يوآف غالانت وإسناد وزارة الحرب إلى (جدعون ساعار) المنشق عن حزب بيني غانتس.
وفي لبنان تساؤلات ومخاوف من أن يرمي مشروع كابل بحري تموله هيئة الإتصالات القبرصية بلبنان في أحضان العدو الإسرائيلي.
إذ تكمن خطورة هذا الكابل في كونه ينطوي على إستجرار الإنترنت والإتصالات من مصادر غير آمنةفي مقدمها إسرائيل التي تعد بين دول تعتمد إستخباراتها في التنصت على حركة التخابر والإنترنت.
هذا الكابل الخطر حذر منه اليوم الحزب التقدمي الإشتراكي الذي دعا المعنيين إلى التحرك فورا لوقف هذا الخرق مستغربا موافقة لبنان في العام 2022 على إنشاء الكابل المعروف (بقدموس 2) الذي يربط لبنان بمحطة إنزال تحوي الكوابل الإسرائيلية واعتبر الحزب التقدمي الأمر إخبارا للقضاء.
وبالعودة الى حجم الاضرار جراء العدوان الاسرائيلي كشف رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر أن الخسائر المادية بلغت حتى الآن مليارا و700 مليون دولار
وعلى المستوى الداخلي اللبناني استرعى الإنتباه فرملة لقاءات اللجنة المصغرة المنبثقة من نواب ما يسمى بقوى المعارضة مع الكتل النيابية والتي كان مقررا إستمرارها اليوم من دون أن يقدم المعنيون أي توضيحات.
لكن الإجابة ربما تكمن في تقارير صحفية عدة نشرت اليوم متحدثة عن سقوط ما يسمى بخريطة المعارضة في يومها الأول حيث خرجت بسلة فارغة من أي تأييد وأوضحت هذه التقارير أن معظم الكتل شددت على دور الرئيس نبيه بري المحوري في عملية التشاور أو الحوار الذي من الطبيعي أن يكون برئاسته.