على فالقٍ تفجيري كبير تقبع المنطقة في هذه المرحلة حيث تنفلت دائرة التوحش الإسرائيلي مستفيداً من حال اللاتوازن الإقليمي والدولي.
أحدث فصول هذا التوحش سطّره الدم المسفوك في مجزرة مدرسة النازحين في حي الدرج شرق غزة.
والصور المرعبة لضحايا المجزرة – وجلُّهم من الأطفال والنساء – هزت كل من تبقّى لديه شيء من ضمير ووجدان ولكن لم يرفَّ له جفن أيٍّ من البلدان التي تقدم نفسها رائدة في الديمقراطية وحقوق الإنسان.
فبلدٌ مثل الولايات المتحدة لم يجد بيته الأبيض سوى مجرد التعبير عن قلق إزاء ما وصفها بتقارير عن سقوط قتلى من المدنيين قبل أن يسارع إلى تبني الرواية الإسرائيلية التي تزعم أن مَن استُهدفوا في مدرسة النازحين هم مقاتلون في حركة حماس.
هؤلاء المقاتلون المزعومون أدرجهم جيش الإحتلال في لائحة سرعان ما تم دحضها ليتبين أنهم مدنيون إما أطفال أو اساتذة أو رجال دين وأن بعضهم أستشهد خلال إعتداءات إسرائيلية سابقة لارتكاب الجريمة فضلاً عن أن حركة حماس نفت بشدة أن يكون ثمة مسلحون في المدرسة المستهدفة.
على ايّ حال تحطّ مجزرة مدرسة (التابعين) في جلسة طارئة لمجلس الأمن تُعقد بعد غد الثلاثاء بطلب من الجزائر لكن الفيتو الأميركي سيكون جاهزاً لإسقاط أي إدانة لإسرائيل.
وبعد الثلاثاء بيومين في الخامس عشر من الشهر الجاري يفترض أن تُعقد جولة تفاوض جديدة حول التهدئة في غزة لكن هذا الموعد بات مدار شك في ظل مساعي وشروط بنيامين نتنياهو.
وفي هذا السياق خفضّت هيئة البث الإسرائيلية سقف هذه الجولة إلى درجة القول إنها تهدف إلى تحريك مفاوضات صفقة التبادل وليس إحداث إختراق.
وعلى هذا الخط تطلق الولايات المتحدة في الايام الفاصلة عن يوم الخميس حركة دبلوماسية كثيفة باتجاه المنطقة فيزورها مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومدير (CIA) وليام بيرنز.
على المسار اللبناني ثماني عمليات جديدة للمقاومة اليوم بين الصباح والظهر غداة يوم حافل تُوِّج بضربة مسيّرة إنقضاضية استهدفت قاعدة عسكرية قرب طبريا في توسيع لنطاق هجمات المقاومة رداً على الإعتداءات الإسرائيلية التي طال أحدها مدينة صيدا قبل يومين. الضربة التي نفذتها المقاومة اعتبرها الإعلام العبري الأكبر منذ بداية الحرب ولاحظ أن المسيّرات تجولت بحرية في الأجواء وفشلت القبة الحديدية وسلاح الجو في إصابة أيٍّ منها.