مبدئياً تُعقد غداً في القاهرة جولة جديدة من المفاوضات بشأن غزة بمشاركة اسرائيلية وقطرية ومصرية وأميركية مباشرة وبمشاركة غير مباشرة لحركة حماس. وفي هذا الشأن يحطّ وفد من الحركة اليوم في العاصمة المصرية حيث يُبلغ الوسطاء بتمسك حماس بورقة الثاني من تموز كمرجعية للتنفيذ لا للتفاوض. وستكون هذه الجولة حاسمة لجهة تحديد اتجاه الأمور في غزة وربما في المنطقة ككل.
لكن اتجاه المفاوضات يحاصره بنيامين نتنياهو بتمسكه بجوهر شروطه التعجيزية ما دفع صحيفةً كهآرتس الى القول نقلاً عن مسؤولين صهاينة إنه يقود اسرائيل الى مفترق طرقٍ خطير وقد أوصَلَها الى اسوأ وضع استراتيجي لها على الإطلاق مع احتمال اندلاع حرب كبرى.
وجولة المفاوضات المرتقبة تبدو عالقةً على نحوٍ خاص عند محور فيلادلفيا الذي يُصرّ رئيس وزراء العدو على ابقائه في قبضة جيش الاحتلال الأمر الذي ترفضه مصر كما حركة حماس. وبعد طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من الاسرائيليين سحب قواتهم من جزء على الحدود بين مصر وغزة يبدو ان نتنياهو تعهد له بإخلاء كيلومتر واحد من محور فيلادلفيا بحسب ما ذكرت وسائل إعلام عبرية. وفيما لو صحّت هذه المعلومات فإن هذا التنازل الصغير لن يكون كافياً بالنسبة لحركات المقاومة حتى لو اعتبره الرئيس الأميركي تنازلاً مهماً يسهم في التوصل الى اتفاق.
وحول هذه الجزئية تواصل بايدن مع الرئيس المصري وأمير قطر من خلال اتصالين اجراهما معهما في الساعات القليلة الماضية. الاتصالان استبقهما البيت الأبيض بإشاعة أجواء تفاؤلية من خلال اعلانه إحراز بعض التقدم في المحادثات التي جرت في القاهرة والتي وصفها بأنها كانت بنّاءة.
على أن الميدان كان أصدقَ إنباءً من السياسة على كل الجبهات.
على جبهة غزة كانت ضربات المقاومين موجِعة للصهاينة الغزاة وحصدت ثلاثة قتلى وعدداً من الجرحى في احد الأحداث الصعبة وفق تعبير الإعلام العبري.
وعلى جبهة اليمن كان استهداف السفن المشمولة بحظر المرور إلى الموانئ في فلسطين المحتلة يتواصل موثَّقاً بصُورِ النيران المندلعة فيها.
وعلى الجبهة اللبنانية تابعت المقاومة إنزال القصاص بالعدو على اعتداءاته فأمطرت في الساعات الأخيرة مواقع وقواعد وثكنات اسرائيلية بالصواريخ التي بلغت حدود صفد وحوّلت الشمال المحتل الى منطقة منكوبة.
وفي ظل هذا الواقع اعتبر خمسة وسبعون بالمئة من الإسرائيليين ان ادارة الحكومة الاسرائيلية للحرب في الشمال سيئة وفق ما افادت نتائج استطلاع للرأي.