قبل أن يؤذِّنَ المؤذن ويصيحَ ديكُ صباحِ هذا الأحد كان المقاومون يرمون كرة نارهم في عمق الكيان الإسرائيلي المحتل.
وعدوا بالرد على العدوان الذي استهدف ضاحية بيروت ذاتَ ثلاثين من تموز وفي الخامس والعشرين من آب كانت الرد.
خلال بضع ساعات نفذت المقاومة هجومـًا جويـًا كبيرًا من المسيّرات في العمق الإسرائيلي وباتجاه هدف عسكري نوعي هو قاعدة غاليلوت التي تتواجد فيها الوحدة 8200 للتجسس وهي تبعد عن حدود لبنان 110 كلم وعن تل أبيب 1500 متر فقط.
بعد حين كانت نهاية المرحلة الأولى وهي استهداف مواقع وثكنات ومنصات للقبة الحديدية تسهيلاً لعبور المسيرات الهجومية باتجاه هدفها المنشود… وهكذا تكون العملية العسكرية قد أنجزتها المقاومة بنجاح كامل.
أما ادعاءات العدو حول عمل استباقي قام به لتعطيل هجوم المقاومة فلم تـَعـْدُ كونها ادعاءات فارغة تم تفنيدها في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصراللـه الذي رأى أنه اذا كانت النتيجة لما حصل في قاعدة غليلوت مرضية وتحقق الهدف المقصود يمكن اعتبار عملية الرد قد تمّت، واذا لم تكن في نظر المقاومة كافية فستحتفظ بحق الرد حتى وقت آخر.
أما الهجوم الاستباقي الذي زعمه العدو وتغنـَّى به فلم يكن سوى محاولة مفضوحة للتغطية على هجوم المقاومة الذي لم يتأثر قيد أنملة بالغارات الكثيفة.
ما وصفه العدو بالهجوم الاستباقي كان سلسلة اعتداءات جوية ومدفعية طالت العديد من مناطق الجنوب وأسفرت عن سقوط خمسة شهداء بينهم أيمن إدريس الذي زفته أفواج المقاومة اللبنانية أمل شهيدًا إلى قائدها الإمام السيد موسى الصدر وجماهيرها المؤمنة.
على إيقاع التطورات الميدانية على جانبي الحدود اللبنانية – الفلسطينية انطلق قطار جولة جديدة من المفاوضات الرامية إلى تهدئة في قطاع غزة وتحقيق صفقة تتيح عملية تبادل للأسرى والمعتقلين. وتلتئم هذه الجولة في أجواء من الحذر نتيجة تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بشروطه التعجيزية وفي مقدمها احتفاظ جيشه المحتل بالسيطرة على محور فيلادلفيا.
في شأن آخرتوفي اليوم دولة الرئيس سليم الحص حيث نعاه الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي وتم اصدار مذكرة حداد.