بعيدا من تسييس هنا ومزايدة هناك واستثمار شعبوي هنالك قام مجلس النواب بما كان يجب أن يقوم به: إقرار تمديد ولاية المجالس البلدية والإختيارية لمدة عام.
ما حصل هو السياق الطبيعي …إذ إنه لم يكن هناك إلا خياران: إما الفراغ أو الذهاب إلى إنتخابات بلدية واختيارية لن تحصل.
ذلك أن الحكومة – لا سيما وزارة الداخلية – غير جاهزة لإجراء العملية الإنتخابية ولا شهية على الترشيح الذي اقتصر على ثلاثة فقط في محافظة جبل لبنان على سبيل المثال ناهيك عن الوضع الحربي في الجنوب والذي تصل شظاياه إلى كل لبنان.
ولذلك أعاد تمديد ولاية المجالس البلدية والإختيارية الإعتبار إلى هذه المنطقة وكرس واقعها داخل الإهتمام الوطني وهي التي تدفع الدم نيابة عن كل الوطن.
بمعنى آخر أثبت إقرار التمديد أن الجنوب غير منفصل عن لبنان بل في قلبه.
حصاد مجلس النواب لم يقتصر على هذا التمديد إذ أقر أيضا إقتراح قانون تحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني.
وقد تقدم متطوعو الدفاع المدني بالشكر إلى الرئيس نبيه بري على إنصافهم وعلى اهتمامه الدائم بالدفاع عن كل المحرومين والسعي لتحصيل حقوقهم.
من الساحة التشريعية إلى الساحة الحكومية حيث يلتئم مجلس الوزراء غدا بجدول أعمال أضيف إليه التمديد للبلديات ومن المتوقع أن يبحث المجلس في توصيات اللقاء التشاوري بما خص ملف النزوح.
في الساحة الجنوبية لم تتوقف الإعتداءات الإسرائيلية التي تتراجع حينا وتعنف حينا آخر وذلك على إيقاع تهديدات كان آخرها بلسان وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت الذي توعد بأيام حاسمة مقبلة على جبهة الشمال.
وبعد هذا الوعيد رصدت تصريحات أميركية لمساعدة وزير الخارجية باربرا ليف حذرت فيها من أن احتمال التصعيد على الحدود بين لبنان وإسرائيل جاد.
ويأتي كل هذا التهويل على إيقاع حراك دبلوماسي أميركي واوروبي جديده زيارة يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لبيروت السبت في إطار جولة في المنطقة تشمل تل أبيب والرياض.
هذه الجولة تظللها إستعدادات وتهديدات إسرائيلية باجتياح رفح في غزة يقابلها نجاح القطاع الفلسطيني المعتدى عليه في قلب المزاج الأميركي.
هذا الأمر يعكسه تعاظم الغضب الطالبي في الجامعات الأميركية من تواطؤ واشنطن مع حرب الإبادة الإسرائيلية.
ويبدو أن رقعة هذه الإنتفاضة الطالبية في إتساع مطرد خارج حدود الولايات المتحدة وتحديدا نحو فرنسا وأوستراليا.