فصول المسلسل العدواني على لبنان تتوالى من دون الإكتراث لأي كوابح دولية هي في الأصل خجولة إن لم تكن غائبة.
أحدث هذه الفصول كانت موجة غارات جوية عنيفة طالت نيرانها اعتباراً من ظهر اليوم العشرات من المناطق والبلدات الجنوبية.
وفي الوقت نفسه أطلقت المقاومة صليات من الصواريخ طال بعضها منطقة صفد في عمق الشمال الفلسطيني المحتل.
موجة الغارات الجوية تأتي فيما لم تجفَّ بعدُ دماء ضحايا العدوان الذي استهدف مبنى سكنياً في حي الجاموس بالضاحية الجنوبية.
هناك تتصاعد من بين الركام رائحة الغدر الصهيوني والإجرام المتفلّت من أي قيود أو قوانين أو دساتير أو أي عائق دولي وإقليمي.
رغم الوجع لا يستسلم لبنان المتضامن مع نفسه… ولن يُهزم طالما أن إرادة الحياة متأصّلة لدى أبنائه وروح المقاومة لا تنطفىء وطالما أن الوحدة الوطنية هي السلاح الأمضى في وجه العدوانية.
على أي حال تواصلت اليوم عمليات البحث ورفع الأنقاض في مسرح الجريمة حيث أفادت آخر حصيلة للضحايا عن سقوط سبعة وثلاثين شهيداً مدنياً ومقاوماً وجرح ثمانية وستين فيما ما يزال ستة عشر في عداد المفقودين. ومن بين الشهداء ستة عشر نعتهم المقاومة هم قائد الرضوان إبراهيم عقيل ومجموعة من رفاقه.
العدوان الإسرائيلي ولا سيما استهداف أجهزة البيجرز والأجهزة اللاسلكية حضر في جلسة طارئة لمجلس الأمن. في الجلسة رفع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب صورة إصابةٍ نتيجة هذا الإستهداف لعلها تُحرك وجدان الحاضرين وخاطبهم إما أن يَفرض مجلسكم على إسرائيل وقف عدوانها أو نكون شهود زور على الإنفجار الكبير.
خارج جلسة مجلس الأمن كانت المواقف تتوالى فالأميركي كرر دعوته الملتبسة إلى حل دبلوماسي والفرنسي اتهم إسرائيل بدفع المنطقة نحو الحرب فردت عليه بالضغط على المقاومة وليس على تل أبيب أما الروسي فكان يشير إلى أن إسرائيل تريد استفزاز المقاومة من أجل دفع الولايات المتحدة إلى دخول حرب.