بنيامين نتنياهو مصابٌ كيانُه بوباء الإستنزاف على المستويْين السياسي والعسكري. وجاءت اللَّكمة الكبرى التي وجّهتها المحكمة الجنائية الدولية إليه لتزيد تخبُّطَه وجنونه في الوقت الذي يغرق فيه جيشه في شبرٍ بَرِّي عند الحدود. ولا يرى نتنياهو من سبيل للخروج من هذا المستنقع إلاّ المضيَّ في القتل والتدمير والتهجير في طول لبنان وعرضه.
وما حصل فجر اليوم في قلب بيروت لم يكن فقط غارة جوية عنيفة على مبنىً سكني رَوَّع الآمنين وهم نيامٌ بل جريمة حرب جديدة تضاف الى سجل نتنياهو الإجرامي. وفيما جرى اتصال أميركي بعين التينة ناقلاً إليها أجواء إيجابية كان ثمة إتصال بين الرئيسين الأميركي جون بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون تطرقا خلاله إلى الجهود الرامية إلى تأمين إتفاق لوقف إطلاق النار يسمح للسكان على جانبي الخط الأزرق بالعودة الآمنة إلى منازلهم.
أما أوروبياً فيحط مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل غداً الأحد في بيروت حيث ستكون له جولة محادثات مع الرئيس بري.
في موازاة المسار الدبلوماسي يشهد المسار الميداني وقائع عدوانية إسرائيلية بلا حدود جديدها إستهداف غارة عنيفة مبنىً سكنياً في أكثر الشوارع إكتظاظاً بالسكان في قلب العاصمة بيروت. أما بنك أهدافه فيشمل أطفالاً ونساءً وعائلات نازحة هرباً من نيران الإحتلال. وقد ذهب ضحية هذه المجزرة أحد عشر شهيداً إلى جانب أكثر من ستين جريحاً في حصيلة غير نهائية.
ومن بيروت إلى ضاحيتها الجنوبية التي ظلت في مرمى الغارات الإسرائلية من خلال موجات متتالية لا يفصل بين الواحدة منها والأخرى سوى بضع ساعات.
أما العدوان المتواصل على الجنوب والبقاع فقد دخلت إلى سِجِلّه اليوم مجازر جديدة ارتكبها الطيران الحربي والمسيّر في غيرِ منطقة. وفي منطقة الحدود تقوم قوات الإحتلال بمحاولات متكررة لتحقيق إنجازات لكن المقاومة تتصدى لها في محاور عدة: من الخيام ومثلث دير سريان – كفركلا إلى مثلث مارون الراس – عيناتا بنت جبيل وشمع البياضة. ومن بين هذه المحاور يركز جيش الإحتلال على الخيام باعتبارها بوابة إستراتيجية إلى ضفاف الليطاني عبر دير ميماس وسط محاولات منه لفصل مرجعيون عن النبطية.