اليوم هو السابع بعد اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد … الإدارة الجديدة التي تسلمت دفّة الحكم تواصل محاولات ترتيب أوضاعها وسط غموض يحيط بآفاق المرحلة المقبلة. ويواكب هذه المحاولات انفتاحٌ متنامٍ على دمشق من خلال تحضير العديد من الدول لإعادة فتح سفاراتها في العاصمة السورية فيزورها اليوم وفد تركي لهذه الغاية ويقصدها غداً وفد قطري فيما اعلن الاتحاد الأوروبي استعداد العديد من دُوَلِهِ لإعادة بعثاتها الى دمشق.
ويستقطب الحدثُ السوري حركةً دبلوماسية واسعة وعلى نيته انطلقت اليوم في الأردن سلسلة اجتماعات عربية واقليمية ودولية. كما سيشكل هذا الملف أحد المواضيع التي سيحملها معه الرئيس الايراني مسعود بزشكيان الى مصر خلال الأيام القليلة المقبلة بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية.
والحدث السوري ليس الرئيسُ الاميركي المنتخب دونالد ترامب بمنأىً عن متابعته الى جانب ملفات أخرى اذ كُشف النقاب اليوم أنه أَوفد في وقت سابق من هذا الأسبوع مبعوثه ستيف ويتكوف الى السعودية والإمارات فيما زار مبعوثُه الآخر مسعد بولس قطر. هذا الحراك لم يحجب مخاطر العدوان الاسرائيلي الضارب أَطنابَه في سوريا لتجريدها من أي قوة عسكرية.
وفي ظل غضِّ نظرٍ دولي عن هذا العدوان اعلن جيش الاحتلال انه يواصل التوغل داخل الأراضي السورية فيما كانت طائراته الحربية تشن غارات جديدة على محيط دمشق والسويداء ومصياف مستهدفة عشرين موقعاً للمخابرات الجوية السورية. وازاء هذا التمادي تحركت الحكومة السورية المؤقتة نحو مجلس الأمن الدولي وطالبته بالضغط على اسرائيل لوقف هجماتها فوراً والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها.
أما في لبنان فإن أولى المناطق التي انسحبت منها بعد التوغل فيها هي الخيام التي يواصل الجيش اللبناني الإنتشار فيها. وقد دخلت الـ NBN اليوم الى المدينة وحاكت حاراتِها وشوارعَها وأزِقَّتها المبتسمة رغم الوجع. الخيام … تروي قصصاً عن بطولات لا تنتهي استبسل فيها بشرٌ وحجرٌ حتى النَّفَس الأخير. هناك دمار بلا حدود … وهناك ايضاً معالم بأسٍ ظهَّرتها آليات عسكرية معطلة ومتضررة خلّفها العدو لتحكي عن عزيمة مقاومين أَشداء. والعدو نفسه لم يوقف انتهاكه لاتفاق وقف اطلاق النار ولكنه يزعم – مع ذلك – انه ملتزم التفاهمات التي تم التوصل إليها.
وفي هذا السياق شدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من روما على ان التحدي الأساسي يتمثل في إلزام لجنة المراقبة الخماسية اسرائيل بوقف خروقاتها وسحب قواتها من الاراضي اللبنانية وقال: نحن ننتظر تنفيذ هذه التدابير بضمانة اميركية – فرنسية ولكن لا نرى التزاماً اسرائيلياً بذلك.
ومن جهته شدد الشيخ نعيم قاسم على أن مقاومة حزب الله مستمرة إيمانًا وإعدادًا وقال إن كل مرحلة لها طرقها وأساليبها لكن المهم أن تبقى المقاومة مشيرا إلى أن برنامج عمل المرحلة المقبلة هو تنفيذ الاتفاق في جنوب نهر الليطاني وإعادة الإعمار وانتخاب الرئيس.