قمة عربية عادية التأمت في ظروف غير عادية حبلى بالتحديات وفي مقدمها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتداعيات المترتبة عليه على مستوى الإقليم وأبعد.
هذا الواقع فرض نفسه على القمة الثالثة والثلاثين المنعقدة في البحرين سواء في الجلستين الافتتاحية والمغلقة أو في الاجتماعات التي تعقد على هامشها.
وفي الشق المتعلق بفلسطين ولاسيما غزة تضمن مشروع البيان الختامي لقمة المنامة دعوة إلى وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع وخروج قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع مناطقه ودعوة إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية أممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين.
وفي الشق المتعلق بلبنان حث إعلان المنامة جميع الأطراف اللبنانية على إعطاء الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية وشدد على تعزيز قدرات الجيش وقوى الأمن الداخلي للحفاظ على امن لبنان واستقراره وحماية حدوده بوجه الاعتداءات الاسرائيلية.
في الميدان يزداد غرق جيش الاحتلال في وحول غزة ولاسيما في جباليا حيث سقط له خمسة جنود قتلى وسبعة جرحى في آخر اعتراف له
وارتباطا بهذا التورط الإسرائيلي شهد الوسط السياسي والعسكري الإسرائيلي جولة جديدة من الخلافات والتراشق بالاتهامات.
أما نجوم هذا التراشق فهم رئيس الوزراء ووزير الحرب وزعيم المعارضة.
على الجبهة اللبنانية اعتداءات إسرائيلية جديدة بلغت أطراف بلدات في البقاع الشرقي.
في المقابل سجلت المقاومة نقلة جديدة في العمق الجغرافي باستهداف قواعد وثكنات وتجمعات عسكرية إسرائيلية سواء عند الحافة الحدودية الأمامية أو في مناطق أكثر بعدا أو في الجولان.
وأحصت وسائل اعلام عبرية أكثر من مئة وعشرين صاروخا سقطت ما بين صباح اليوم والظهر في مستوطنات الشمال. كما أشارت إلى اطلاق عشرات الصواريخ على أهداف في الجولان ردا على العدوان الجوي الإسرائيلي الذي استهدف البقاع الشرقي.
وكان الهجوم الجوي الذي شنته المقاومة بطائرات مسيرة انقضاضية على قاعدة قرب طبريا قد فعل فعله في كيان الاحتلال على مستوى القيادتين السياسية والعسكرية.
تداعيات العدوان الاسرائيلي على لبنان وملف النازحين السوريين والأوضاع العامة بحثها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع المنسق المقيم للأمم المتحدة منسق الشؤون الانسانية عمران ريزا.
وجدد الرئيس بري امام ضيفه تأكيد التزام لبنان بالقرار الأممي الرقم 1701 الذي دأبت اسرائيل على خرقه منذ صدوره عام 2006 بأكثر من ثلاثين ألف خرق.
رئاسيا لخص سفراء الخماسية حصيلة اجتماعاتهم في بيان رأوا فيه انه لا يمكن للبنان الانتظار شهرا آخر من دون رئيس للجمهورية.
ولفت بيان الخماسية الى ان الذهاب الى مشاورات محدودة النطاق والمدة بين الكتل السياسية لإنهاء الجمود السياسي الحالي يشكل ضرورة وشددوا على ان هذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشح متفق عليه على نطاق واسع أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة وفور اختتام هذه المشاورات يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد.