تبدو المنطقة كلها مضبوطة على ساعة هدنة في غزة يفترض أن تنسحب مفاعيلها على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية.
لكن الوقائع الحالية تؤشر إلى أن الهدنة المتوخاة تواجه مخاضا صعبا منشأه إسرائيلي الأمر الذي يستدعي تدخلا متوازنا للوسطاء ولا سيما الأميركي
ذلك أن موقف الولايات المتحدة يبدو حتى الآن عاجزا عن الضغط على بنيامين نتنياهو وراميا الكرة في ملعب حركة حماس في ما يتعلق بالصفقة المطروحة.
لكن الحركة ذكرت بترحيبها بالمقترح الأميركي وبقرار مجلس الأمن الأخير ولا سيما لجهة وقف إطلاق النار الدائم وأشارت إلى أن العالم لم يسمع أي ترحيب أو موافقة من قبل نتنياهو وحكومته.
على أن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه تخفيف التصعيد الإسرائيلي – اللبناني على ما أكد مسؤولون أميركيون لموقع أكسيوس وقالوا إن الإدارة الأميركية تحاول احتواء القتال على هذه الجبهة وتسعى جاهدة لمنع حرب شاملة.
هذه المواقف أطلقها الأميركيون بينما ما يزال التصعيد في أوجه غداة اغتيال العدو الإسرائيلي أربعة مقاومين بينهم القائد الميداني طالب عبدالله في جويا.
فلليوم الثاني واصلت المقاومة هجماتها بالمسيرات والصواريخ على أهداف في مستوطنات الشمال والجولان في ما وصفه الإعلام العبري بأنه يوم عصيب.
وقد تحدث قادة عسكريون إسرائيليون عن نجاح المقاومة اللبنانية في إدخال إسرائيل بحرب استنزاف لا نهاية لها فيما أكدت وسائل إعلام عبرية أن اليأس في مستوطنات الشمال حقيقة قائمة.
على المستوى الداخلي برزت في الحراك السياسي اليوم زيارة وفد من حزب الكتائب عين التينة حيث استقبله الرئيس نبيه بري.
وعلى خط الملف الرئاسي عقد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مؤتمرا صحفيا وقال انه يبني مع الرئيس بري علاقة ايجابية لصالح البلد وليس على حسابه مضيفا “اننا انطلقنا معه من ان لا احد يمكنه كسر احد واتفقنا على ان الاولوية للتوافق قبل الانتخاب لتأمين فرصة نجاح للعهد” وقبل المؤتمر زار باسيل كتلة الوفاء للمقاومة في حارة حريك.
وفي الحديث عن الكتل خسرت إحداها – كتلة تجدد- أحد أعضائها النائب أديب عبد المسيح الذي أعلن خروجه منها وقرر إنشاء مكتب سياسي مستقل تابع له. وفي عرضه للأسباب الموجبة لهذه الخطوة قال عبد المسيح: “لم ألبس عباءة التبعية ولن ألبسها أبدا وقررت أن أمد الجسور مع جميع القوى السياسية بهدف لم الشمل وتغليب لغة الحوار على لغة المقاطعة”.