هل تقدمت مشاريع التسوية في المنطقة؟. المؤشرات تتوالى: إعلان روسي عن قرب تنفيذ حرب عسكرية مشتركة مع الأميركيين ضد الارهابيين في حلب. إعلان تركي عن قرب حل الأزمة السورية استنادا إلى ثلاث خطوات، هي: حماية الحدود، عدم السماح باقامة دولة كردية وعودة النازحين السوريين من دول الجوار إلى بلدهم.
في المؤشرات أيضا، ما يرصد في الميدان السوري بدأ يتدرج بين مجموعات تابعة ل”القاعدة” و”داعش” من جهة، وأخرى تدور في فلك “الاخوان المسلمين” من جهة ثانية، معطوفة على هجوم حاد كان شنه زعيم “القاعدة” ايمن الظواهري على “الاخوان”، ما يوحي ان الاتفاق التركي- الروسي بدأ يترجم نفسه في السياسة، في ظل محادثات تركية- ايرانية- روسية مكثفة ومفتوحة. فهل تنعكس تلك الأجواء في لبنان؟.
داخليا، الأجواء ايجابية، والتواصل مفتوح بين القوى، والرئيس نبيه بري أكد انه يبحث منذ شهر ونصف مع تيار “المستقبل” في قانون الانتخاب، وانه مع الرئيس سعد الحريري ظالما أم مظلوما، لأن المصلحة الوطنية تقتضي الاتيان بالحريري إلى رئاسة الحكومة. وعلى خط الحوار أيضا، ما يدور بين الرئيس بري و”التيار الوطني الحر”، وهذا يمهد لترسيخ الايجابيات المحلية التي أظهرها أيضا كلام الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله.
الترابط الداخلي الاقليمي، تعكسه حرب المسلحين على الجيوش، ليبدو لافتا ان ما تعرض له الجيش اللبناني في جرود عرسال بعد تفجير عبوة بآالية عسكرية، تعرض له أيضا الجيش المصري في سيناء، فيما يواجه الجيشان السوري والعراقي نفس المجموعات الارهابية. لكن الجيش اللبناني مصمم على حماية حدود الوطن ومنع الارهابيين من التقدم. فالجيش يملك زمام المبادرة، كما أثبتت الأيام الماضية، ولجوء المسلحين إلى تفجير عبوة يعني عجزهم عن خوض مواجهة مع لبنان.
عناصر القوة تعززها الوحدة الداخلية التي باتت مطلبا وطنيا أساسيا، وهذا ما ينتظره المواطنون من القوى السياسية.