أقفل أسبوع لبنان السياسي على أزمتين: الأولى سياسية أصابت السلطة التنفيذية وامتدت شظاياها مواقف عالية النبرة وصلت إلى التحدي. والثانية بيئية، وعندما تقول بيئية لا داعي للتكهن، لأنها النفايات ودائما النفايات التي يبدو أن لعنتها ستلاحق اللبنانيين إلى الممات.
الأكياس الخبيثة دارت دورتها الكاملة، وانفلشت مجددا في الطرقات. أكياس من التجاذبات والسمسرات مغطاة بخطط كلسية مؤقتة لا تدوم سوى أيام، وسرعان ما تعود رائحتها النتنة لتغطي سماء بيروت وضواحيها.
الذاكرة السوداء التي استحضرت ذكرى مرور عام على اندلاع نفاياتنا في الشوارع، لم تغب في بلد يتخبط كل يوم بأزماته المتراكمة. حتى أن الصبر سر بقاء مباه غوتو (معمر اندونيسي) 145 عاما لم يعد ينفع مع اللبنانيين.
لكن ذاكرتنا ناصعة البياض، تستذكر بقوة تلك القامة الوطنية الكبيرة للامام السيد موسى الصدر، وهو أول من حذر من تجار السياسة الذين يثيرون النعرات الطائفية للمحافظة على وجودهم. أليس هو من قال: التنافس السياسي في بلدان العالم هو تنافس رياضي، إلا في لبنان هو حرب مصيرية.
لكن البقاعيين، عشائر وفاعليات وعائلات بعلبك- الهرمل، أبوا إلا أن يكرسوا نهج الإمام الصدر، أقوالا وأفعالا، فجددوا له البيعة، وأكدوا الوقوف مع الرئيس نبيه بري في خطواته الوطنية الهادفة لجمع الشمل وحل الأزمات السياسية.