غدا يعود الحوار الوطني إلى جلساته في عين التينة، وتعود معه الحركة السياسية والمواقف لتدشن أسبوعا حافلا بالمحطات، من الحوار إلى جلسة انتخاب الرئيس، وصولا إلى مجلس الوزراء الذي دعا اليه رئيس الحكومة تمام سلام، العائد من اجازته، لبحث جدول أعمال من مئة وسبعة عشر بندا.
الحضور ذاته حول طاولة عين التينة، والملفات ذاتها المدرجة على جدول الأعمال، مع تعديل فرضه النقاش الأخير حول مجلس الشيوخ. فماذا ستحمل القوى السياسية معها غدا؟، وهل ستقدم الأسماء التي طلبها الرئيس نبيه بري لتشكيل لجنة متابعة قانون الانتخاب ومجلس الشيوخ؟.
“التيار” سيحاول تقديم الأزمة الحكومية من باب الميثاقية تمهيدا لجلسة الخميس، فإما يفتح كلام التفاوض لعودة وزراء “التيار الحر” و”الطاشناق”، واما ستحتاج الاتصالات مزيدا من الوقت، مع تعليق الجلسات إلى حين عودة الرئيس سلام من مهامه في الخارج أواخر أيلول.
الحراك السياسي سيترافق مع حراك نقابي، حيث ينتظر ان ينطلق سائقو النقل البري غدا في تحركاتهم التصعيدية رفضا لزيادة رسوم الميكانيك. ولا ننسى دائما وأبدا النفايات المكدسة في الشارع، بانتظار مخاض الحل بين “الكتائب” و”الطاشناق” و”التيار الوطني الحر”.
ضبابية في المشهد السياسي تطغى على الأجواء الآن، كما هي حال المنطقة التي تنتظر اتفاقا أميركيا- روسيا أطلت بوادره، لكن اخراجه مرهون بتفاصيله. الساعات الماضية شهدت موجات مد وجزر بين واشنطن وموسكو، والولايات المتحدة سوقت لشمال سوري منزوع السلاح، ورمت الكرة في ملعب الروس.
وبالانتظار، يجري طبخ تسوية في الصين، على هامش قمة العشرين، لكن السيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات، بوجود مطبات قد يزيلها التوافق الشامل من طهران إلى انقرة فدمشق وموسكو وواشنطن.
في هذا الوقت، تميل تطورات الميدان السوري أكثر فأكثر لصالح الدولة، فيتقدم الجيش السوري جنوبا، ويصل إلى كلية التسليح في حلب شمالا، ويحاصر المسلحين في شرق حلب، وما بينهم محطات تتعدد فيها المصالحات في الأرياف، والتسويات التي تعيد المناطق السورية تدريجيا إلى أمانها.