شل السائقون العموميون البلد صباحا ونجحوا في رفع الصوت عاليا، لكن من يلبي تلك المطالب المحقة التي تعني كل اللبنانيين في شأن المعاينة الميكانيكية وقانون السير؟
يصح ما قاله النقابي بسام طليس: لو وجدت دولة لما كنا مضطرين للوصول الى ما وصلنا اليه في الاعتراض والاعتصام والتظاهر واستمرار التحرك في موعد ضربه النقابيون في 28 من الشهر الجاري.
هذا التاريخ تفاءل فيه اللبنانيون لانتخاب رئيس للجمهورية، لكن تبين ان التفاؤل ليس في زمانه ولا في مكانه بغياب التفاهمات السياسية والوطنية التي تعبد الطريق لرئاسة الجمهورية، ومن هنا كان تاكيد الرئيس نبيه بري على تلك التفاهمات بدل الدخول في التوريات والمتاهات، فالوطن عندما يكون في خطر يجب الانصراف الى معالجة الازمات بعيدا عن الصخب والضوضاء لا التذرع بموقف رئيس المجلس الذي عبر عنه اصلا حول تعبيد الطريق من دون الدخول بالاسماء، فحارس التركيبة اللبنانية كما سماه الوزير غازي العريضي اليوم يحاول اختصار الوقت وتخفيف المعاناة من خلال استيلاد التفاهمات الوطنية.
ابعد من الحدود، انشغال بالاوضاع السورية حول هدنة ترنحت ومالت وبقيت، وردود روسية بالادلة الوثائقية حول مسؤولية المسلحين والاميركيين باستهداف الهدنة، وفيما دفعت موسكو بحاملة الطائرات الاميرال كوزتسوف الى البحر المتوسط عقد مجلس الامن جلسة حول سوريا لم تخل من الحماوة الروسية الاميركية.
سيرغي لافروف لوح بجهوزية بلاده لنشر وثيقة الاتفاق مع الولايات المتحدة، لافتا الى ان الاولوية في الاتفاق هي تحديد المعارضة، والاولوية في التسوية هي فصل هذه المعارضة عن ارهابيي داعش والنصرة، في المقابل كان جون كيري يرد بعدم وجود شرط مسبق بشان اتفاق الهدنة معلنا ان جبهة النصرة تشكل فرع تنظيم القاعدة في سوريا وهي عدو للجميع، كيري لفت الى ان الحل العسكري غير ممكن والخيار الوحيد هو الالتزام بالهدنة والمفاوضات.
باختصار حصل الخلاف على كل شيء وبقي الاتفاق على ضرورة الحل السياسي. المشاركة السياسية في الجلسة ممثلة بالرئيس عبد الفتاح السيسي كانت لافتة لا سيما انه راى ان كل من يراهن على دور للتنظيمات الارهابية في المستقبل السوري هو واهم، فماذا بعد؟
على مستوى الامن العالمي اخلت كندا نحو ستين مدرسة وجامعة بسبب مخاوف من تهديدات.