استراحة سياسية داخلية في الشكل، لكن لقاءات ناشطة واتصالات تجري خلف الكواليس لاعداد تسوية وطنية جامعة مرتقبة. ومن هنا تأتي الاجتماعات الباريسية المكثفة في منزل الرئيس سعد الحريري. فهل يسهل الأفرقاء إخراج تلك التسوية؟
في بيان اللقاء بين الحريري والنائب وليد جنبلاط ترصد الايجابيات، أقله في تأكيد السعي لإيجاد تلك التسوية والاتفاق مع باقي المكونات لانجازها بأسرع وقت ممكن.
السرعة المطلوبة ضرورية، تفرضها المخاطر المحيطة بلبنان، ووجوب انتخاب رئيس للجمهورية كأولوية في مشروع التسوية وتفعيل عمل المؤسسات التشريعية والتنفيذية.
الحوار الداخلي يمضي قدما في ظل حراك دولي- اقليمي، على قاعدة أولوية محاربة الارهاب. الحدث اليوم كان في طهران، قمة روسية- ايرانية بين الدولتين، كما بدا في كلام مرشد الجمهورية الاسلامية السيد علي الخامنئي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ان لا تراجع عن الثوابت المشتركة انطلاقا من سوريا، لا قبول بفرض الاملاءات الخارجية على دمشق. والحل بالنسبة للايرانيين والروس هو بخيارات الشعب والمسؤولين السوريين. ما يعني عدم القبول بالطروحات الأميركية حول رحيل الرئيس بشار الأسد.
موسكو وطهران يمسكان بأوراق القوة الميدانية في الحرب على الارهاب، مدعومتان من رأي عام دولي عابر للقارات، بات يرى في قتال “داعش” أساسا يفرض التحالف مع الروس. ومن هنا أيضا جاء الموقف الأوروبي، بعد اعتداءات باريس، فترجمت فرنسا تحولاتها بالتحالف العسكري مع موسكو، كما بدا في بداية مهام حاملة الطائرات “شارل ديغول”.
أوروبا قلقة، وشوارع بروكسيل تشهد على هواجس لا تقف عند حدود لا فرنسا ولا بلجيكا، فألمانيا وايطاليا ودول أخرى على أهبة الاستعداد لمواجهة مخاطر ارهابية “دواعشية” محتملة.
في المؤشرات السياسية أيضا، زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة، والتركيز في الخليج على تقريب المعارضين السوريين لانتاج وفد يفاوض الحكومة في فيينا.
أما الأردن فيمضي قدما في التفاهم مع روسيا، ويعزز دور المملكة الهاشمية في بناء تحالفات استراتيجية تعطي لعمان وضعا اقليميا متقدما، ولذلك يزور الملك عبد الله الثاني موسكو غدا، ترسيخا للعلاقة مع الروس سياسيا وعسكريا، كما ترسخ في تطورات الحدود الأردنية – السورية.