انشغال لبناني بتسوية سياسية لن تكون إلا شاملة، وإن كان التركيز الآن يجري على انتخاب الرئيس. الاتصالات لا تهدأ على خطين: تسويق وترشيح النائب فرنجية، ومحاولة “التيار الوطني الحر” و”القوات” ايجاد بديل، بعدما لمس الحزبان ان لا امكانية لتجميد المبادرة.
الصورة النهائية لم تتضح بعد، في ظل اتساع تبني مشروع التسوية داخليا وخارجيا. تيار “المستقبل” ذهب إلى حد التحذير مما هو آت في حال عدم سيران التسوية، فاذا استمر الفراغ لن ينتخب رئيس للجمهورية على نار باردة، قال أحمد الحريري. وسأل هل نريد ان نكرر حربا أهلية ثانية؟
أما كلام الوزير جبران باسيل، فحمل شروطا حول الحصص الذي قال إنها للحالة الشعبية. في كلام من البترون تشدد من جهة واستعداد من جهة للتضحية بالذات من أجل الصالح العام، كما قال باسيل.
بين التصريح والتلميح، الانتظار سيد الموقف، وحدها القوى العسكرية والأمنية لا تنتظر، تلاحق وتداهم وتجهض المخططات الامنية، لن تبقى الخلايا نائمة تتحين الظروف لأي انقضاض، فخطوات الجيش أسرع، ومن هنا كانت مداهمة دير عمار في الشمال لالقاء القبض على مطلوب دفعه سلوكه الارهابي إلى اتخاذ الطفولة درعا بشرية ولم تشفع لابنة شقيقته ذات الخمس سنوات لا قرابة ولا طفولة، ففجر حزامه الناسف وقتلها مع أمه، وقضى تلاحقه لعنة العائلة التي أصابتها الفاجعة.
خارجيا، خطوات متسارعة إلى حد إقرار باريس بعدم اشتراط رحيل الرئيس السوري بشار الأسد قبل التسوية السورية. عمليا لا جديد، إلا ان المتحدث هو وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس الذي كان من أشرس المهاجمين للرئيس بشار الأسد، فعاد تدريجيا إلى واقع سياسي ميداني لا تقتصر أحداثه فقط على الحدود السورية.