يأتي التفجير الإرهابي في القاهرة، ليؤكد أن المنطقة بأسرها هدف دائم للتكفيريين. قدر المصريين أن يواجهوا الإرهاب، كما السوريين والعراقيين واللبنانيين والإنسان على مساحات الطوائف والبلدان.
الجماعات التكفيرية تثبت يوما بعد يوم أنها لا تميز بين دين ودين، ولا دولة وشعب وعاصمة ومنطقة. هو الإرهاب ذاته، والضحية هو الإنسان. ما يحتم على الجميع الإستنفار والجهوزية الدائمة للتصدي، بالانفتاح والاعتدال والتسامح والمحبة والتلاقي والوحدة والمقاومة.
هي عناصر كفيلة بإجهاض المشروع الإرهابي الذي اختار في أجواء عيد المولد النبوي الشريف وميلاد السيد المسيح، أن يفجر كنيسة آمنة، لقتل مصلين أبرياء في الكاتدرائية المرقسية في القاهرة.
لكن صوت الوحدة الإسلامية- القبطية في مصر أقوى من إرهاب التكفيريين، وواقع العيش المسيحي- المسلم في المنطقة العربية أفعل. لا تنازل عن تلك الثوابت عند الشعوب، لا بقوة التفجير ولا عنف التكفير، لا بالتهديد ولا بالدعوشة التي عادت لتطل من تدمر السورية، لتلتف على إنجازات الجيش السوري في حلب، لكن لا عودة في سوريا إلى الوراء. الإنجازات العسكرية ماضية إلى الأمام، لا تلجمها إعادة قبض “داعش” على مدينة تدمر، فيما طبيعة الميدان الحلبي هي الأساس في رسم معالم المرحلة المقبلة.
تلك المرحلة تشهد سخونة في تركيا بعد تفجيرات تبنتها جماعة تطلق على نفسها “تنظيم صقور حرية كردستان”. ما يعني أن الأزمة التركية- الكردية مفتوحة، ومنها ما هو على الحدود مع سوريا.
في لبنان، إيجابية سياسية تعززها بركة المولد والميلاد، لكن التشكيلة الحكومية رهن اتصالات الساعات المقبلة. العقد تحل تدريجيا، فهل يبقى سيناريو الـ 24 وزيرا أم تعود صيغة الثلاثين؟. في الحالتين استعداد لاستيلاد الحكومة.