ابيض او اسود، لا رمادية في المشهد، اسبوعان حاسمان في لبنان فرضا على الرئيس نبيه بري قرع جرس الانذار للوصول الى قانون انتخابي يتيح اقرار التمديد التقني قبل ان يدخل البلد في فراغ يقضي على لبنان ومؤسساته.
ليست هي المرة الاولى التي ينبه بها رئيس المجلس من خطورة نرمي انفسنا في احضانها، تكراره التحذير يوميا يعبر عن حجم الخطر الذي يمر به لبنان، فلا وصفة سياسية افضل للمؤتمر السياسي من هذا المشهد، فهل تدرك القوى السياسية حجم المخاطر المقبلة؟ المسؤولية تبدأ عند مجلس الوزراء، ومن هنا سيقوم وزراء حركة امل بطرح المشروع المختلط مجددا على اساس 64 اكثري 64 نسبي، من دون معارضة المناقشة في صيغ اخرى، ايمان حركة امل وطموحها النسبية على اساس لبنان دائرة واحدة، لكنها تقدم تنازلا كي تلاقي الاخرين في منتصف الطريق، فمتى يتحرك الاخرون؟ ايام مفصلية سقفها الزمني 15 نيسان والا فالخطر وكل الخوف على لبنان.
ومن باريس كان الرئيس سعد الحريري يكرر رفع الصوت أمام عواصم العالم لمساعدة لبنان الذي يئن وجعا من اعباء النازحين السوريين، رئيس الحكومة المكرم في عاصمة الاضواء تمنى ان تكرم باريس اللبنانيين بالمساهمة في دعمه خلال مؤتمر بروكسل.
سوريا التي تترقب حلولا سياسية، تكمل الانجازات الميدانية، تصلها رسائل اميركية لفتح صفحة جديدة بين واشنطن ودمشق اساسها التعاون ضد الارهاب، الارهاب نفسه ضرب بطرسبورغ الروسية بقنابل استهدفت ميترو الانفاق خلال تواجد الرئيس الروسي في هذه المدينة الروسية العظمى، استنفر الروسي، واستمهل الحكم على طبيعة التفجير المزدوج، لكن الجريمة التي اوقعت عشرة ضحايا وعشرات الجرحى تعني ان الارهاب تجرأ على المس بالروس، في رسالة تترجم عبور الارهابيين للقارات بعد استهداف عواصم غربية عدة وتحديدا اوروبية، فلا الروس سيتراجعون عن خطواتهم العسكرية او السياسية في الحرب على الارهاب، ولا التفجير الذي حصل في ميترو بطرسبورغ يعني ان الارهابيين قادرون على التفوق، مسار المواجهة المفتوحة تؤكد تلك المعادلة.