في أجواء إيمانية ووجدانية حارة، تيمم بوصلة قلوب المسلمين وعقولهم شطر مكة المكرمة. في هذه البقعة المقدسة تجمع المؤمنون الآتون من أصقاع العالم، حيث يقضون يوم التروية في منى اليوم، تمهيدا للوقوف بعرفة غدا، وقفة تشكل الركن الأعظم للحج عشية عيد الأضحى.
في لبنان يحل العيد على مشهدين: مشهد الذكرى السنوية الأولى لمعركة تحرير الجرود الشرقية من الجماعات الإرهابية، وهي معركة انتهت إلى انتصار لبنان بجيشه ومقاومته وشعبه، واستئصال الإرهاب من جذوره ووأد مشاريعه.
أما المشهد الثاني فترسمه معركة تشكيل الحكومة التي لم تنته كما الأولى إلى انتصار، أقله حتى الآن وربما إلى أمد أبعد. ذلك أن جفافا قويا يضرب عملية التأليف يتعطل معه الTurbo على نحو شبه كلي، ليس فقط بسبب العطلات، وبينها عطلة الأضحى، وإنما أيضا بسبب استمرار التباعد في مواقف الأفرقاء السياسيين الذين عليهم تقليصه بما يسمح بولادة الحكومة التي تنتظرها مهمات مواجهة أزمات اقتصادية ومعيشية واجتماعية وضغوطات مالية ومدارس وجامعات على الأبواب، واستحقاقات سياسية لا تدير دفتها إلا حكومة كاملة الأوصاف.