ليده تخرج بيضاء كلما إدلهم الليل الأليل في زمن سوق سوداء للبيع والشراء وعتمة تفشت كالطوابير في أرجاء الوطن لأفكاره الخضراء تمسح على يباس أيامنا فتعيد الروح إلى جسد يومياتنا المتحلل كلما متنا،
لباب الحرية الحمراء بكل يد مضرجة يدق… وهو أول من طرق باب المقاومة و البوصلة جنوب… فأستشهدنا وإنتصرنا وتحررنا،
لمحرابه الذي لم يترك فرض صلاة على نية عودة الغائب المغيب…فما يئسنا،
لعمامته تفيض طهرا في زمن شح الوطنية فتكرس لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه على رأس دستور البلاد…ومازلنا،
لعباءته درع الناس الواقي من رصاص الفتنة وسترهم عن الإنصات لألسنة التحريض… وما سمعنا،
لصفاء نيته في عامليته جامعا صائما قائما في سبيل وقف الإقتتال… فهل تعلمنا؟
لزاد ثباتنا الذي سقانا شربة من ماء فكر أصيل لن نظمأ بعدها أبدا… وما عطشنا،
لزاد ثباتنا على السعي لتحقيق الدولة المدنية وإلغاء الطائفية السياسية و قانون إنتخابي عصري خارج القيد الطائفي… وما تعبنا،
لزاد ثباتنا على تحقيق الإصلاح و مكافحة الفساد وبناء دولة المواطنة و الإستقرار الإقتصادي وتشكيل حكومة إنقاذية… وما بدلنا،
قالوا لن نستطيع على فراقه صبرا…فرغ الصبر من إنتظار الصدر…وما تعبنا،
أيا سهلنا الممتنع وجبلنا الشامخ وبحر العلوم وينابيع التسامح ها قد حضرنا بصمت في ذكرى تغييبك المدوية… نضيء شمعة ونضع بين يديك من جديد أمانة حركة لا تحيد عن الصراط المستقيم… قلبها مع الناس وعقلها تتصدره هموم المحرومين من الوطن وفي الوطن…
حركة إدخرتها لنا على مدى كل سنين لبنان العجاف… هي أقرب إليك من حبل الوريد… شريانها الأبهر نبيه حفظها عن ظهر قلب وذاد بها عن لبنان بالسيف والقلم والكلمة في وجه كل عواصف الأطماع والإحتلالات والتقسيم والتهجير والتطويع والحرمان والتجويع والتهشيم… ولما يتراجع أو يضعف عن واجب الجهاد مهما كبر أو صغر…من حدود الوطن إلى حدود المجتمع والناس… كل الناس.
في ذكرى التغييب وبتوقيت الحضور أطل رئيس مجلس النواب نبيه بري في كلمة مباشرة إلى اللبنانيين وضعهم خلالها في آخر مستجدات قضية الإمام الصدر وصارحهم بأنه قدم المبادرات علنا وفي الخفاء وهو في انتظار صحوة الضمير وإذ قال: لن نكون شهود زور لحفلة الإعدام الجماعي سأل:لمصلحة من تسليم أقدار اللبنانيين إلى عصابات السوق السوداء؟
أي سياسة هذه التي أنهت نفسها بنفسها وأنهت السلطة التنفيذية والقضائية ولم تجر الإنتخابات الفرعية لمجلس النواب؟ لمصلحة من التهديد والتلويح بالإستقالات من مجلس النواب؟ ولمصلحة من تعطيل آخر مؤسسة منتجة وعاملة في لبنان على المستوى التشريعي؟
الرئيس بري دعا إلى الإسراع بتشكيل حكومة خلال هذا الأسبوع كحد أقصى لتحرير اللبنانيين من طوابير الذل والتحضير لإجراء انتخابات نيابية وغمز من قناة المتمسكين بالثلث المعطل قائلا: أهذه سياسة أم فيها مساسة؟.
رئيس المجلس وعن إنفجار المرفأ أكد أن مجلس النواب ليس “مجلس نيترات” ولا يجوز التجني والمطلوب من المحقق العدلي تطبيق القانون لا أن يقفز فوقه ويجب عليه أن يسمع صوت العدالة لا صوت من يهمس له أو من يهتف له.
إذا هو موعد وفاء تجاه مقدس ثبت أقدامنا فنصرنا ومضى على درب جلجلة التغييب… فأنى لشمس حضوره أن تغيب… سيعود… يحدونا الأمل… وخير العمل… سيعود… فإلى لقاء قريب… مع حفظ الأمانة… والأمانة لبنان.