فجأة، احتل التوتر السياسي المساحة اللبنانية، وكبر ككرة ثلج لا مسار لتدحرجها، ولا أفق.
وزير العدل أشرف ريفي استقال، وقوى 14 آذار مضت على طريق التصعيد السياسي بالمفرق، قبل ان تلم الشمل لإعلان الموقف من “بيت الوسط” بالجملة. شخصيات 14 آذار باعدت بينها الخيارات الرئاسية، وقربتها الأزمات كالعادة. لكن رئيس “القوات” سمير جعجع لم يحضر الاجتماع، ما يعني انه لا يزال مستاء من طروحات “المستقبل” وكلام الرئيس سعد الحريري.
هل هي حملة سياسية محددة الأهداف والنتائج، أم أنها وليدة السجال الذي حصل بعد إيقاف المساعدات السعودية؟. الأهم: ما هي حدود التصعيد؟، من له مصلحة بهز الاستقرار السياسي والأمني؟، ومن يضمن عدم الانفلات الداخلي ونقل البلد نحو أزمة مفتوحة على كل صعيد؟.
كل الاحتمالات واردة في زمن الذروة بالاشتباك الإقليمي، لكن مصلحة اللبنانيين تقضي بحل الأزمات بعقلانية وهدوء وروية، وهو ما يفترض ان يحل غدا على طاولة مجلس الوزراء في جلسة استثنائية مخصصة للبحث في السياسة الخارجية للحكومة.
سوريا، يقترب موعد وقف إطلاق النار، بشروط حددتها دمشق لمنع تفلت أو تمدد الإرهابيين على المساحة السورية. لكن الإرهاب نفسه استهدف حمص وريف دمشق بتفجيرات دموية تبناها تنظيم “داعش”، وراح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المواطنين السوريين المدنيين. تلك التفجيرات لا تمنع الجيش السوري من التقدم بكل الاتجاهات، وسط انهيار جميع الجماعات المسلحة في الأرياف الشمالية تحديدا.