استنفار روسي لانجاح الهدنة السورية، موسكو نشطت على كل الخطوط، الرئيس فلاديمير بوتين تولى شخصيا تسويق الطرح كمقدمة للدخول في الحلول السياسية السورية، ومن هنا جاءت الاتصالات بين بوتين والقيادات السورية والايرانية والسعودية، فأشرف الرئيس الروسي على مشروع وقف النار بكل تفاصيله العسكرية والديبلوماسية.
الخارجية الروسية ابقت الخطوط الساخنة مفتوحة مع نظيرتها الاميركية لضمان حسن التنفيذ وان كان باراك اوباما حذرا من الافراط في التوقعات.
الجيش الروسي تابع مسار المفاوضات مع مجموعة معارضة في خمس مناطق سورية، المعادلة واضحة، كل من لا يلتزم بالهدنة في سوريا سيصنف في خانة ارهابيي داعش وجبهة النصرة، تلك المعادلة المتفق عليها اميركيا روسيا باركتها السعودية والجمهورية الايرانية زادات عليها تركيا المقاتلين الاكراد، لكن وفق حسابات حقل انقرة لا البيدر الاميركي الروسي المشترك. وبالإنتظار يبقى السؤال، هل ستصمد الهدنة؟
دمشق تجاوبت بالكامل وترجمت حسن النية لكن من يضمن المجموعات المسلحة خصوصا ان داعش يسعى لضم بقايا المجموعات اليه كما بدا في تقدمه نحو خناصر في ريف حلب؟ هؤلاء الارهابيون لا يلزمهم اي اتفاق وليسوا معنيين بأي حل سياسي يفقدهم دورهم ولا مكان لهم اساسا لا على طاولة الحوار ولا على المساحة السورية.
المشهد الاقليمي كان يفصله رئيس مجلس النواب نبيه بري امام البرلمانيين الاوروبيين في بلجيكا محذرا من مخططات التقسيم، داعيا الى دعم الحلول السياسية. الرئيس بري تابع من بروكسل التطورات الساخنة في بيروت واجرى سلسة اتصالات للتخفيف من حدة التوتر وضمان استمرار الحوار.
في الداخل كلما ازداد التصعيد السياسي نتيجة الاشتباك العابر للحدود كلما كانت الحاجة اللبنانية اكبر للحوار، فلا مصلحة لأي فريق بمزيد من التأزيم، هكذا علمت التجارب اللبنانيين.